Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Noocyada
قال * ع *: فتقتضي هذه الآية الغض من المزكي لنفسه بلسانه، والإعلام بأن الزاكي المزكى من حسنت أفعاله، وزكاه الله عز وجل، قال ابن عباس وغيره: الفتيل: الخيط الذي في شق نواة التمرة، وذلك راجع إلى الكناية عن تحقير الشيء وتصغيره، وأن الله لا يظلمه، ولا شيء دونه في الصغر، فكيف بما فوقه.
وقوله تعالى: { انظر كيف يفترون على الله الكذب... } الآية: يبين أن تزكيتهم أنفسهم كانت بالباطل، والكذب؛ ويقوي أن التزكية كانت بقولهم: { نحن أبناء الله وأحباؤه } أن الافتراء أعظم في هذه المقالة، و { كيف } يصح أن تكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر في قوله { يفترون }؛ و { كفى به إثما مبينا } خبر، في ضمنه تعجب وتعجيب من أمرهم.
قال * ص *: { وكفى به } عائد على الافتراء، وقيل: على الكذب. انتهى.
[4.51-52]
وقوله تعالى: { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب يؤمنون بالجبت والطغوت... } الآية: أجمع المتأولون أن المراد بها طائفة من اليهود، والقصص يبين ذلك، ومجموع ما ذكره المفسرون في تفسير الجبت والطاغوت يقتضي أنه كل ما عبد وأطيع من دون الله تعالى.
وقوله تعالى: { ويقولون للذين كفروا... } الآية: سببها أن قريشا قالت لكعب بن الأشرف، حين ورد مكة: أنت سيدنا، وسيد قومك، إنا قوم ننحر الكوماء، ونقري الضيف، ونصل الرحم، ونسقي الحجيج، ونعبد آلهتنا التي وجدنا عليها آباءنا، وهذا محمد قد قطع الرحم، فمن أهدى نحن أو هو؟ فقال كعب: أنتم أهدى منه، وأقوم دينا، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس، فالضمير في «يقولون» عائد على كعب، وعلى الجماعة التي معه من اليهود المحرضين على قتال النبي صلى الله عليه وسلم «والذين كفروا» في هذه الآية هم كفار قريش، والإشارة ب «هؤلاء» إليهم والذين آمنوا هم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته، وقالت فرقة: بل المراد حيي بن أخطب وأتباعه، وهم المقصود من أول الآيات.
قال * ص *: «للذين»: اللام للتبليغ متعلقة ب «يقولون». انتهى.
[4.53-55]
وقوله تعالى: { أم لهم نصيب من الملك... } الآية: عرف «أم» أن تعطف بعد استفهام متقدم؛ كقولك: أقام زيد أم عمرو؟ فإذا وردت، ولم يتقدمها استفهام؛ كما هي هنا، فمذهب سيبويه؛ أنها مضمنة معنى الإضراب عن الكلام الأول، والقطع منه، وهي متضمنة مع ذلك معنى الاستفهام، فهي بمعنى «بل» مع همزة استفهام؛ كقول العرب: «إنها لإبل أم شاء»، التقدير عند سيبويه: إنها لإبل بل أهي شاء؟ وكذلك هذا الموضع: بل ألهم نصيب من الملك، فإذا عرفت هذا، فالمعنى على الأرجح الذي هو مذهب سيبويه والحذاق: أن هذا استفهام على معنى الإنكار، أي: ألهم ملك؛ فإذن لو كان، لبخلوا به، والنقير: هي النكتة التي في ظهر النواة من التمر؛ هذا قول الجمهور، وهذا كناية عن الغاية في الحقارة والقلة، وتكتب «إذن» بالنون وبالألف، فالنون هو الأصل؛ ك «عن»، و «من»، وجاز كتبها بالألف؛ لصحة الوقوف عليها، فأشبهت نون التنوين، ولا يصح الوقوف على عن ومن.
وقوله تعالى: { أم يحسدون الناس على ما ءاتهم الله... } الآية: «أم» هذه على بابها من العطف بعد الاستفهام.
Bog aan la aqoon