311

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

وقوله سبحانه: { حتى إذا فشلتم } ، يحتمل أن تكون «حتى» غاية؛ كأنه قال: إلى أن فشلتم، والأظهر الأقوى أن «إذا» على بابها تحتاج إلى الجواب، ومذهب الخليل، وسيبويه، وفرسان الصناعة؛ أن الجواب محذوف يدل عليه المعنى، تقديره: انهزمتم، ونحوه، والفشل: استشعار العجز، وترك الجد، والتنازع هو الذي وقع بين الرماة، { وعصيتم }: عبارة عن ذهاب من ذهب من الرماة، وتأمل (رحمك الله) ما يوجبه الركون إلى الدنيا، وما ينشأ عنها من الضرر، وإذا كان مثل هؤلاء السادة على رفعتهم وعظيم منزلتهم، حصل لهم بسببها ما حصل ؛ من الفشل والهزيمة، فكيف بأمثالنا، وقد حذر الله عز وجل ونبيه عليه السلام من الدنيا وآفاتها؛ بما لا يخفى على ذي لب، وقد ذكرنا في هذا «المختصر» جملة كافية لمن وفقه الله، وشرح صدره، وقد خرج البغوي في «المسند المنتخب» له، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

" لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقت بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة "

انتهى من «الكوكب الدري».

وقال - عليه السلام - للأنصار: لما تعرضوا له؛ إذ سمعوا بقدوم أبي عبيدة بمال البحرين:

" أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله، ما الفقر أخشى عليكم! ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم؛ كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم "

، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، واللفظ له، وقال: هذا حديث صحيح. انتهى.

واعلم (رحمك الله) أن تيسير أسباب الدنيا مع إعراضك عن أمر آخرتك، ليس ذلك من علامات الفلاح؛ وقد روى ابن المبارك في «رقائقه»، قال: أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد؛ أن رجلا قال: يا رسول الله، كيف لي أن أعلم كيف أنا؟ قال:

" إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة، وابتغيته، يسر لك، وإذا أردت شيئا من الدنيا، وابتغيته، عسر عليك، فأنت على حال حسنة، وإذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة، وابتغيته، عسر عليك، وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا، وابتغيته، يسر لك، فأنت على حال قبيحة "

انتهى، فتأمله راشدا، وقوله: { من بعد ما أركم ما تحبون } ، يعني: هزيمة المشركين، قال الزبير، والله، لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة، وصواحبها مشمرات هوارب، ما دون أخذهن قليل، ولا كثير؛ إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه، يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل، فأوتينا من أدبارنا، وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل، وانكفأ علينا القوم.

وقوله سبحانه: { منكم من يريد الدنيا } ، يعني بهم الذين حرصوا على الغنيمة، وكان المال همهم؛ قاله ابن عباس، وسائر المفسرين، وقال عبد الله بن مسعود: ما كنت أرى أن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا؛ حتى نزل فينا يوم أحد: { منكم من يريد الدنيا }.

Bog aan la aqoon