264

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

" اللهم، اشهد "

، وقولهم: { ربنا ءامنا بما أنزلت } يريدون: الإنجيل، وآيات عيسى، { فاكتبنا مع الشهدين } ، أي: في عداد من شهد بالحق من مؤمني الأمم، ثم أخبر تعالى عن بني إسرائيل الكافرين بعيسى عليه السلام ، فقال: { ومكروا } ، يريد في تحيلهم في قتله بزعمهم فهذا هو مكرهم، فجازاهم الله تعالى؛ بأن طرح شبه عيسى على أحد الحواريين؛ في قول الجمهور، أو على يهودي منهم كان جاسوسا، وأعقب بني إسرائيل مذلة وهوانا في الدنيا والآخرة، فهذه العقوبة هي التي سماها الله تعالى مكرا في قوله: { ومكر الله } ، وذلك مهيع أن تسمى العقوبة باسم الذنب.

وقوله: { والله خير المكرين }: معناه: فاعل حق في ذلك، وذكر أبو القاسم القشيري في «تحبيره»، قال: سئل ميمون، أحسبه: ابن مهران؛ عن قوله تعالى: { ومكروا ومكر الله } فقال: تخليته إياهم، مع مكرهم هو مكره بهم. اه. ونحوه عن الجنيد، قال الفراء: المكر من المخلوق الخب والحيلة، ومن الإله الاستدراج، قال الله تعالى:

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون

[القلم:44] قال ابن عباس: كلما أحدثوا خطيئة، أحدثنا لهم نعمة. اه.

[3.55-58]

وقوله تعالى: { إذ قال الله يعيسى إني متوفيك... } الآية: اختلف في هذا التوفي.

فقال الربيع: هي وفاة نوم، وقال الحسن وغيره: هو توفي قبض وتحصيل، أي: قابضك من الأرض، ومحصلك في السماء وقال ابن عباس: هي وفاة موت، ونحوه لمالك في «العتبية»، وقال وهب بن منبه: توفاه الله بالموت ثلاث ساعات، ورفعه فيها، ثم أحياه بعد ذلك، وقال الفراء: هي وفاة موت، ولكن المعنى: إني متوفيك في آخر أمرك عند نزولك وقتلك الدجال، ففي الكلام تقديم وتأخير.

قال * ع *: وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر؛ من أن عيسى عليه السلام في السماء حي، وأنه ينزل في آخر الزمان، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويفيض العدل، ويظهر هذه الملة ملة محمد صلى الله عليه وسلم؛ ويححج البيت, ويعتمر، ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة، وقيل: أربعين سنة، ثم يميته الله تعالى.

قال * ع *: فقول ابن عباس: هي وفاة موت لا بد أن يتمم إما على قول وهب بن منبه، وإما على قول الفراء.

Bog aan la aqoon