Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Noocyada
وثالثها: أن إخباره بأنه متى حصلت تلك الحالة، فقد حصل الولد، ثم إن الأمر خرج على وفق هذا الخبر يكون أيضا من المعجزات.
والتأويل الثاني: أن المراد منه الذكر بالقلب؛ وذلك لأن المستغرقين في بحار معرفة الله تعالى عادتهم في أول الأمر أن يواظبوا على الذكر اللساني مدة، فإذا امتلأ القلب من نور ذكر الله تعالى، سكتوا باللسان، وبقي الذكر في القلب؛ ولذلك قالوا: «من عرف الله، كل لسانه»، فكان زكرياء عليه السلام أمر بالسكوت باللسان واستحضار معاني الذكر والمعرفة، واستدامتها بالقلب. اه.
وقوله تعالى: { وسبح }: معناه: قل سبحان الله، وقال قوم: معناه صل، والأول أصوب؛ لأنه يناسب الذكر، ويستغرب مع امتناع الكلام مع الناس، والعشي، في اللغة: من زوال الشمس إلى مغيبها، والإبكار: مصدر أبكر الرجل، إذا بادر أمره من لدن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وتتمادى البكرة شيئا بعد طلوع الشمس، يقال: أبكر الرجل وبكر.
[3.42-43]
وقوله تعالى: { وإذ قالت الملئكة }: العامل في «إذ»: «اذكر»؛ لأن هذه الآيات كلها إنما هي إخبارات بغيب تدل على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مقصد ذكرها هو الأظهر في حفظ رونق الكلام.
و { اصطفك }: معناه: تخيرك لطاعته، و { طهرك }: معناه: من كل ما يصم النساء في خلق، أو خلق، أو دين؛ قاله مجاهد وغيره، وقول الزجاج: قد جاء في التفسير؛ أن معناه: طهرك من الحيض والنفاس يحتاج إلى سند قوي، وما أحفظه، و { العلمين } يحتمل عالم زمانها.
قال * ع *: وسائغ أن يتأول عموم الاصطفاء على العالمين، وقد قال بعض الناس: إن مريم نبية من أجل مخاطبة الملائكة لها، وجمهور الناس على أنها لم تنبإ امرأة، و { اقنتي } معناه: اعبدي، وأطيعي؛ قاله الحسن وغيره، ويحتمل أن يكون معناه: أطيلي القيام في الصلاة، وهذا هو قول الجمهور، وهو المناسب في المعنى لقوله: { واسجدي } ، وروى مجاهد؛ أنها لما خوطبت بهذا، قامت حتى ورمت قدماها، وروى الأوزاعي: حتى سال الدم والقيح من قدميها، وروي أن الطير كانت، تنزل على رأسها تظنها جمادا.
واختلف المتأولون، لم قدم السجود على الركوع.
فقال قوم: كان ذلك في شرعهم، والقول عندي في ذلك: أن مريم أمرت بفصلين ومعلمين من معالم الصلاة، وهما طول القيام، والسجود، وخصا بالذكر لشرفهما، وهذان يختصان بصلاتها مفردة وإلا فمن يصلي وراء إمام، فليس يقال له: أطل قيامك، ثم أمرت بعد بالصلاة في الجماعة، فقيل لها: { واركعي مع الراكعين } ، وقصد هنا معلم آخر من معالم الصلاة لئلا يتكرر اللفظ، ولم يرد في الآية الركوع والسجود الذي هو منتظم في ركعة واحدة، والله أعلم.
وقال * ص *: قوله: { واركعي } ، الواو: لا ترتب، فلا يسأل، لم قدم السجود، إلا من جهة علم البيان، وجوابه أنه قدم؛ لأنه أقرب ما يكون العبد فيه من ربه، فكان أشرف، وقيل: كان مقدما في شرعهم. اه.
Bog aan la aqoon