Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Noocyada
[3.8-11]
وقوله تعالى: { ربنا لا تزغ قلوبنا... } الآية: لما ذكر الله سبحانه أهل الزيغ، وذكر نقيضهم، وظهر ما بين الحالتين، عقب ذلك؛ بأن علم عباده الدعاء إليه في ألا يكونوا من الطائفة الذميمة التي ذكرت، وهم أهل الزيغ، ويحتمل أن يكون هذا من تمام قول الراسخين، و { تزغ }: معناه: تمل قلوبنا عن الهدى والحق، و { من لدنك }: معناه: من عندك تفضلا، لا عن سبب منا، ولا عمل، وفي هذا استسلام وتطارح، والمراد: هب لنا نعيما صادرا عن الرحمة.
وقوله تعالى: { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }: إقرار بالبعث ليوم القيامة، والريب: الشك، والمعنى أنه في نفسه حق لا ريب فيه.
وقوله تعالى: { إن الله لا يخلف الميعاد } ، يحتمل: أن يكون إخبارا منه سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وأمته، ويحتمل: أن يكون حكاية من قول الداعين، ففي ذلك إقرار بصفة ذات الله تعالى، والميعاد: من الوعد.
وقوله تعالى: { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أمولهم ولا أولدهم من الله شيئا... } الآية: الإشارة بالآية إلى معاصري النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يفخرون بأموالهم وأبنائهم، وهي بعد متناولة كل كافر، والوقود؛ بفتح الواو: كل ما يحترق في النار من حطب ونحوه، والدأب، والدأب؛ بسكون الهمزة وفتحها: مصدر: دأب يدأب، إذا لازم فعل شيء، ودام عليه مجتهدا فيه، ويقال للعادة دأب، والمعنى في الآية: تشبيه هؤلاء في لزومهم الكفر ودوامهم عليه بأولئك المتقدمين، وآخر الآية يقتضي الوعيد بأن يصيب هؤلاء ما أصاب أولئك، والكاف في قوله: { كدأب } في موضع رفع، والتقدير: دأبهم كدأب، والضمير في { قبلهم } عائد على { آل فرعون } ، ويحتمل: على معاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار.
وقوله: { كذبوا بآيتنا }: يحتمل: أن يريد المتلوة، ويحتمل أن يريد العلامات المنصوبة.
[3.12-13]
وقوله تعالى: { قل للذين كفروا ستغلبون... } الآية: اختلف في تعيين هؤلاء الذين أمر صلى الله عليه وسلم بالقول لهم:
فقيل: هم جميع معاصريه أمر أن يقول لهم هذا الذي فيه إعلام بغيب ، فوقع بحمد الله كذلك، فغلبوا، وصار من مات منهم على الكفر إلى جهنم.
وتظاهرت روايات عن ابن عباس وغيره؛ بأن المراد يهود المدينة، لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر، جمعهم، وقال:
Bog aan la aqoon