238

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

مكر الله

[آل عمران:54] ونحوه، والظاهر: الوقف على: { والراسخون في العلم }؛ لأن الخطاب بما لا يفهم بعيد. انتهى.

قال الرهوني: وسمي ما ذكر «متشابها»؛ لاشتباهه على السامع، قال الرهوني: والحق الوقف على: { وما يعلم تأويله إلا الله }. وهو المروي عن جماعة؛ منهم: ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، ومالك، وغيرهم، وفي مصحف أبي: «وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون [في العلم] آمنا به». اه.

وقوله تعالى: { هن أم الكتب } ، أي: معظم الكتاب، وعمدة ما فيه: إذ المحكم في آيات الله كثير قد فصل، ولم يفرط في شيء منه، قال يحيى بن يعمر: كما يقال لمكة أم القرى.

قال * ع *: وكما يقال: أم الرأس لمجتمع الشؤون، فجميع المحكم هو أم الكتاب، ومعنى الآية الإنحاء على أهل الزيغ، والمذمة لهم، والإشارة بذلك أولا إلى نصارى نجران، وإلى اليهود الذين كانوا معاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا يعترضون معاني القرآن، ثم يعم بعد ذلك كل زائغ، فذكر تعالى؛ أنه نزل الكتاب على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ إفضالا منه، ونعمة؛ وأن محكمه وبينه الذي لا اعتراض فيه هو معظمه، والغالب فيه؛ وأن متشابهه الذي يحتمل التأويل، ويحتاج إلى التفهم هو أقله، ثم إن أهل الزيغ يتركون المحكم الذي فيه غنيتهم، ويتبعون المتشابه؛ ابتغاء الفتنة، وأن يفسدوا ذات البين، ويردوا الناس إلى زيغهم.

* م *: قال أبو البقاء: { وأخر }: معطوف على { آيت } ، و { متشبهت }: نعت ل { أخر }.

وقوله تعالى: { الذين في قلوبهم زيغ }: يعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل صاحب بدعة، والزيغ: الميل، و { ابتغاء }: نصب على المفعول من أجله، ومعناه: طلب الفتنة، قال الربيع: الفتنة هنا الشرك، وقال مجاهد: الفتنة: الشبهات، واللبس على المؤمنين، ثم قال: وابتغاء تأويله، والتأويل هو مرد الكلام، ومرجعه، والشيء الذي يقف عليه من المعاني، وهو من: آل يئول، إذا رجع، فالمعنى: وطلب تأويله على منازعهم الفاسدة، هذا في ما له تأويل حسن، وإن كان مما لا يتأول، بل يوقف فيه، كالكلام في معنى الروح ونحوه، فنفس طلب تأويله هو اتباع ما تشابه، ثم قال تعالى: { وما يعلم تأويله إلا الله } ، أي: وما يعلم تأويله على الكمال إلا الله سبحانه.

واختلف في قوله: { والراسخون في العلم } ، فرأت فرقة أن رفع الراسخين هو بالعطف على اسم الله (عز وجل)؛ وأنه مع علمهم بالمتشابه يقولون: { آمنا به } ، وقالت طائفة أخرى: والراسخون: رفع بالابتداء، وهو مقطوع من الكلام الأول، وخبره «يقولون»، والمنفرد بعلم المتشابه هو الله وحده.

قال * ع *: وهذه المسألة إذا تؤملت، قرب الخلاف فيها من الاتفاق، وذلك أن الله تعالى قسم آي الكتاب قسمين محكما ومتشابها، فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب، لا يحتاج فيه إلى نظر، ولا يتعلق به شيء يلبس، ويستوي في علمه الراسخ وغيره، والمتشابه على نوعين، منه: ما لا يعلم البتة؛ كأمر الروح، وآماد المغيبات التي قد أعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلك، ومنه: ما يحمل على وجوه في اللغة، ومناح في كلام العرب، فيتأول، ويعلم تأويله، ولا يسمى أحد راسخا إلا أن يعلم من هذا النوع كثيرا؛ بحسب ما قدر له، فمن قال: إن الراسخين يعلمون تأويل المتشابه، فمراده النوع الثاني الذي ذكرناه، ومن قال: إن الراسخين لا يعلمون تأويله، فمراده النوع الأول؛ كأمر الروح، ووقت الساعة، لكن تخصيصه المتشابه بهذا النوع غير صحيح، بل هو نوعان؛ كما ذكرنا، والضمير في { تأويله } عائد على جميع متشابه القرآن، وهما نوعان؛ كما ذكرنا، والرسوخ: الثبوت في الشيء، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الراسخين في العلم، فقال:

" هو من برت يمينه، وصدق لسانه، واستقام قلبه "

Bog aan la aqoon