Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Noocyada
وقال السدي: هو شمعون، وكانت بنو إسرائيل تغلب من حاربها، وروي أنها كانت تضع التابوت الذي فيه السكينة والبقية في مأزق الحرب، فلا تزال تغلب؛ حتى عصت، وظهرت فيهم الأحداث، وخالف ملوكهم الأنبياء، واتبعوا الشهوات، وقد كان الله تعالى أقام أمورهم؛ بأن يكون أنبياؤهم يسددون ملوكهم، فلما فعلوا ما ذكرناه، سلط الله عليهم أمما من الكفرة، فغلبوهم، وأخذ لهم التابوت في بعض الحروب، فذل أمرهم.
وقال السدي: كان الغالب لهم «جالوت»، وهو من العمالقة، فلما رأوا أنه الاصطلام، وذهاب الذكر، أنف بعضهم وتكلموا في أمرهم؛ حتى اجتمع ملأهم على أن قالوا لنبي الوقت: { ابعث لنا ملكا... } الآية، وإنما طلبوا ملكا يقوم بأمر القتال، وكانت المملكة في سبط من أسباط بني إسرائيل يقال لهم: بنو يهوذا، فعلم النبي بالوحي، أنه ليس في بيت المملكة من يقوم بأمر الحرب، ويسر الله لذلك طالوت، وقرأ جمهور الناس: «نقاتل»؛ بالنون وجزم اللام؛ على جواب الأمر، وأراد النبي المذكور - عليه السلام - أن يتوثق منهم، فوقفهم على جهة التقرير، وسبر ما عندهم بقوله: { هل عسيتم } ، ومعنى هذه المقالة، هل أنتم قريب من التولي والفرار، إن كتب عليكم القتال.
* ص *: { لنبي } متعلق ب { قالوا } ، واللام معناها: التبليغ. انتهى.
ثم أخبر تعالى أنه لما فرض عليهم القتال، تولوا، أي: اضطربت نياتهم، وفترت عزائمهم، إلا قليلا منهم، وهذا شأن الأمم المتنعمة المائلة إلى الدعة تتمنى الحرب أوقات السعة، فإذا حضرت الحرب، كعت، وعن هذا المعنى نهى النبي صلى الله عليه وسلم؛ بقوله:
" لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم، فاثبتوا ".
ثم توعد سبحانه الظالمين في لفظ الخبر؛ بقوله: { والله عليم بالظلمين }.
وقوله تعالى: { وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا... } الآية: قال وهب بن منبه: وكان طالوت رجلا دباغا، وقال السدي: سقاء، وكان من سبط «بنيامين»، وكان سبطا لا نبوة فيه، ولا ملك، ثم إن بني إسرائيل تعنتوا، وحادوا عن أمر الله، وجروا على سننهم، فقالوا: { أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال } ، أي: لم يؤت مالا واسعا، يجمع به نفوس الرجال، ويغلب به أهل الأنفة.
قال: * ع *: وترك القوم السبب الأقوى، وهو قدر الله وقضاؤه السابق، وأنه مالك الملك؛ فاحتج عليهم نبيهم بالحجة القاطعة، وبين لهم مع ذلك تعليل اصطفاء طالوت ببسطته في العلم، وهو ملاك الإنسان، والجسم الذي هو معينه في الحرب، وعدته عند اللقاء، و «اصطفى»: مأخوذ من الصفوة، والجمهور على أن العلم في هذه الآية يراد به العموم في المعارف، وقيل: المراد علم الحرب، وأما جسمه، فقال وهب بن منبه: إن أطول رجل في بني إسرائيل كان يبلغ منكب طالوت.
* ت *: قال أبو عبيد الهروي: قوله: { وزاده بسطة في العلم والجسم } ، أي: انبساطا وتوسعا في العلم، وطولا وتماما في الجسم . انتهى من شرحه لغريبي القرآن وأحاديث النبي عليه السلام.
ولما علم نبيهم - عليه السلام - تعنتهم وجدالهم، تمم كلامه بالقطع الذي لا اعتراض عليه، وهو قوله: { والله يؤتي ملكه من يشآء } ، وظاهر اللفظ أنه من قول نبيهم - عليه السلام -، وذهب بعض المتأولين إلى أنه من قول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم، والأول أظهر، و { وسع }: معناه: وسعت قدرته، وعلمه كل شيء، وأما قول النبي لهم: { إن ءاية ملكه } ، فإن الطبري ذهب إلى أن بني إسرائيل تعنتوا، وقالوا لنبيهم: وما آية ملك طالوت؟ وذلك على جهة سؤال الدلالة على صدقه في قوله: إن الله بعثه
Bog aan la aqoon