160

Jawaahirta quruxda badan ee fasiraadda Qur'aanka

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

وقوله تعالى: { هل ينظرون } ، أي: ينتظرون، والمراد هؤلاء الذين يزلون، والظلل: جمع ظلة، وهي ما أظل من فوق، والمعنى: يأتيهم حكم الله، وأمره ، ونهيه، وعقابه إياهم.

وذهب ابن جريج وغيره؛ إلى أن هذا التوعد هو مما يقع في الدنيا، وقال قوم: بل هو توعد بيوم القيامة، وقال قوم: إلا أن يأتيهم الله وعيد بيوم القيامة.

وأما { الملئكة } ، فالوعيد بإتيانهم عند الموت؛ والغمام: أرق السحاب، وأصفاه وأحسنه، وهو الذي ظلل به بنو إسرائيل.

وقال النقاش: هو ضباب أبيض، وقضي الأمر: معناه وقع الجزاء، وعذب أهل العصيان، وقرأ معاذ بن جبل: «وقضاء الأمر».

وإلى الله ترجع الأمور: هي راجعة إليه سبحانه قبل وبعد، وإنما نبه بذكر ذلك في يوم القيامة على زوال ما كان منها إلى الملوك في الدنيا.

[2.211-212]

وقوله سبحانه: { سل بني إسرءيل... } الآية: معنى الآية: توبيخهم على عنادهم بعد الآيات البينات، والمراد بالآية: كم جاءهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم من آية معرفة به دالة عليه، و { نعمة الله }: لفظ عام لجميع إنعامه؛ ولكن يقوي من حال النبي صلى الله عليه وسلم معهم؛ أن المشار إليه هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم فالمعنى: ومن يبدل من بني إسرائيل صفة نعمة الله، ثم جاء اللفظ منسحبا على كل مبدل نعمة لله، ويدخل في اللفظ كفار قريش، والتوراة أيضا نعمة على بني إسرائيل، فبدلوها بالتحريف لها، وجحد أمر محمد صلى الله عليه وسلم، { فإن الله شديد العقاب }: خبر يتضمن الوعيد.

وقوله تعالى: { زين للذين كفروا الحيوة الدنيا... } الآية: الإشارة إلى كفار قريش؛ لأنهم كانوا يعظمون حالهم في الدنيا، ويغتبطون بها، ويسخرون من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم؛ كبلال، وصهيب، وابن مسعود، وغيرهم، فذكر الله قبيح فعلهم، ونبه على خفض منزلتهم بقوله: { والذين اتقوا فوقهم يوم القيمة } ، ومعنى الفوقية هنا في الدرجة والقدر؛ ويحتمل أن يريد أن نعيم المتقين في الآخرة فوق نعيم هؤلاء الآن. قلت: وحكى الداوودي عن قتادة: فوقهم يوم القيامة. قال: فوقهم في الجنة. انتهى.

ومهما ذكرت الداوودي في هذا «المختصر»، فإنما أريد أحمد بن نصر الفقيه المالكي، ومن تفسيره أنا أنقل. انتهى.

فإن تشوفت نفسك أيها الأخ إلى هذه الفوقية، ونيل هذه الدرجة العلية، فارفض دنياك الدنية، وازهد فيها بالكلية؛ لتسلم من كل آفة وبلية، واقتد في ذلك بخير البريه. قال عياض في «شفاه»: فانظر - رحمك الله - سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخلقه في المال، تجده قد أوتي خزائن الأرض [ومفاتيح البلاد، وأحلت له الغنائم، ولم تحل لنبي قبله، وفتح عليه في حياته صلى الله عليه وسلم بلاد الحجاز واليمن؛ وجميع جزيرة العرب، وما دانى ذلك من الشام والعراق]، وجبيت إليه الأخماس، [وصدقاتها ما لا يجبى للملوك إلا بعضه]، وهادته جماعة من الملوك، فما استأثر بشيء من ذلك، ولا أمسك درهما منه، بل صرفه مصارفه، وأغنى به غيره، وقوى به المسلمين، ومات صلى الله عليه وسلم، ودرعه مرهونة في نفقة عياله، واقتصر من نفقته وملبسه على ما تدعوه ضرورته إليه، وزهد فيما سواه، فكان - عليه السلام - يلبس ما وجد، فيلبس في الغالب الشملة، والكساء الخشن، والبرد الغليظ. انتهى.

Bog aan la aqoon