Jaamacadda Islaamka iyo Yurub
الجامعة الإسلامية وأوربا
Noocyada
الوجه الأول:
أن الجوامع الجنسية غالبة عند الأمم وأخصها الأمة الإسلامية، لهذا نرى المسلمين قد مزقهم الأوروبيون وتشاطر ملكهم الدول المسيحية دون أن يمد بعضهم يد المعونة إلى بعض باسم الدين والجامعة الإسلامية؛ لغلبة العصبية الجنسية أو الوطنية على العصبية الدينية، ولتخاذلهم المعروف المتأتى عن تحاسد أمرائهم الذين أعماهم الجهل وحب الذات والأنانية الباطلة حتى عن الاعتصام بالجوامع السياسية التي تقضي بها أحيانا المصالح المتحدة بين دول الأرض.
الوجه الثاني:
أن المسلمين ولو اجتمعوا باسم الدين لمناهضة دول أوروبا، فلا يكون اجتماعهم خطرا على المدنية كما يذهب إليه سياسيو المغرب، بل يكون وفاء بحق القومية، ورجوعا إلى الاعتصام بالرابطة العامة التي يمكنها أن تقابل رابطة الدول المسيحية الغربية التي اجتاحت أغلب ممالك الإسلام وكانت خطرا كبيرا على حياة المسلمين السياسية، وقد أبنا فيما سبق أن قوانين الاجتماع الطبيعية تقضي على الشعوب بالذود عن مجتمعها والذب عن استقلالها ما لم يصبح البشر كله في حقوق الإنسانية والتمتع بثمرات الحياة سواء.
الوجه الثالث:
إن القول بالجامعة الإسلامية واتحاد الإسلام وغير ذلك من الألفاظ الوضعية التي أراد واضعوها إيغار صدور الأمم على المسلمين إنما هي من موضوعات السياسيين في هذا العصر، لم ترد في تاريخ الإسلام وليس لها في الدول الإسلامية شأن غير سياسي أصلا وهو شأن الدول القائمة والأمم الفاتحة في كل عصر، وعلى تقدير أن هناك ما يدعو إلى الظن باتحاد المسلمين في هذا العصر، فمنشأه اتحاد أوروبا على اكتساح ممالك الإسلام واستبعاد المسلمين، فليسموا اتحاد المسلمين بإزاء اتحادهم الاتحاد الديني أو الجامعة الإسلامية أو الشرق والغرب أو ما شاءوا من الأسماء، أفليس معنى ذلك كله أن المسلمين يريدون الاعتصام بجامعة كبرى تقابل اجتماع الدول المسيحية على اهتضام حقوق الأمم الإسلامية.
من العجيب أن الدول الأوروبية التي تسوغ لنفسها الحق بالاستيلاء على الممالك الشرقية والقضاء على حياة المسلمين السياسية لا تسوغ للمسلمين الحرص على هذه الحياة بأن يحموا بقوة الاجتماع والتآلف ذمارهم، ويصونوا من عبث العابثين استقلالهم، وأن ينادي ساستهم أن في وجود الجامعة الإسلامية خطرا على أوروبا، وبعبارة أوضح على سياسة دولها الموجهة إلى تدويخ الممالك الآسيوية والإفريقية، ولا يجوزوا أن يقول المسلمون إن في وجود الجامعة المسيحية الأوروبية خطرا على الممالك الإسلامية مع تحقق الخطر من قبل هذه وانتفائه من قبل تلك.
إن ساسة المغرب يوهمون العالم أن الجامعة الإسلامية خطر على المدنية لاصطباغها بصبغة، دينية مع أنها خير على المدنية وأرجى لنفع الإنسانية لو قام بها المسلمون. وإليك البيان. (1) الإسلام والجامعة الإسلامية
من المعلوم بالضرورة أن معنى الدعوة إلى الدين هو ربط أفراد كثيرين وأقوام عديدين بعقيدة واحدة، فالأمة التي تدين بدين واحد مسوقة بضرورة المشاركة في الاعتقاد إلى المشاركة في العواطف، وهذا هو الارتباط الديني الذي قلنا إنه كباقي الروابط طبيعي بين البشر ما دام لهم دين أو أديان، والإسلام من هذه الوجهة كباقي الأديان إلا أنه يمتاز بأمرين جديرين بالنظر والاعتبار؛ وهما تنويهه بشأن الارتباط الأخوي بين المسلمين ارتباطا خاصا ثم الارتباط الإنساني بين الناس كافة ارتباطا عاما، ومما جاء في الأمر الأول قوله تعالى في القرآن الكريم
إنما المؤمنون إخوة ، وقوله
Bog aan la aqoon