164

Jaa'ma Almasanid Walsunan Alhaadi Li'aqwam Sunan

جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن

Baare

د عبد الملك بن عبد الله الدهيش

Daabacaha

دار خضر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

طبع على نفقة المحقق ويطلب من مكتبة النهضة الحديثة - مكة المكرمة

عجاجة (١) الدَّابةِ خمرَّ عبد الله بن أُبي أنفَهُ بردائه، ثم قال: لا تُغبّروا (٢) علينا، فسلَّم عليهم النبي ﷺ، ثم وقَفَ، ونزلَ فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال له عبد الله بن أُبَي: أيُّها المرء (٣) لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقًا فلا تُؤْذِنا في مجلسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منَّا فاقصص عليه، فقال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالِسنَا، فإنَّا نُحِبُّ ذلك. قال: فاستبّ المسلمون، والمشركون، واليهود حتى همُّوا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي ﷺ يُخفِّضُهم (٤)، ثم ركب دابتهُ، حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: أي سعدُ ألم تسمع ما قال أبو حُباب؟ يريدُ عبد الله بن أُبَي. قال: كذا وكذا.
قال: اعْفُ عنهُ يارسول الله، واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرةِ (٥) أن يتوجوه (٦) فيعصبونه بالعصابةِ، فلما ردَّ الله ذلك بالحق الذي أعطاكهُ شرق بِذلك (٧)، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه رسول الله ﷺ) (٨) .

(١) العجاجة: واحدة العجاج وهو الغبار الذي أثارته الدابة. اللسان ٢٨١٣.
(٢) لا تغبروا علينا: لا تثيروا الغبار علينا.
(٣) في هذا اللفظ من رأس المنافقين عبد الله بن أبي سوء أدب في مخاطبة النبي ﷺ كما لا يخفى.
(٤) يخفضهم: يسكنهم ويهون عليهم الأمر من الخفض والدعة والسكون. النهاية ١/٣٠٧.
(٥) البحيرة: مدينة الرسول ﷺ وهو تصغير البحرة، وقد جاء في رواية مكبرًا، والعرب تسمي المدن والقرى البحار النهاية ١/٦٢.
(٦) أي يلبسوه التاج ملكًا عليهم.
(٧) أي غص به، وهو كناية عما ناله من أمر رسول الله ﷺ وصل به حتى كأنه شئ لم يقدر على إساغته وابتلاعه فغص به. اللسان ٢٢٤٧.
(٨) من حديث أسامة بن زيد في المسند ٥/٢٠٣ وأخرجه البخاري في كتاب الاستئذان باب التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين ١١/٣٨.

1 / 219