المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال (١) والدي ﵀ ومن خطه نقلت:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة، وأرسله للعالمين رحمة، فمن قبلها فيالها من نعمة، ومن ردها وبدلها صارت الرحمة نقمة، أحمده على أن جعلنا من خُدام السُنة، القائدة لخادمها إلى سبيل الجنة، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه باقيًا على الدوام، ما تعاقبت الليالي والجُمعُ والشهور والأعوام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ولد له ولا صاحبة من الأنام، صلاة مُبوئة قائلها - مخلصًا - دار السلام ومزحزحةً. معتقدها عن النار ذات الآلام، ومبيضة وجه قائلها يوم تبيضُّ وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين اللئام.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله سيد ولد آدم في الدارين، ورسول الله إلى الثقلين، المبعوث من الحرمين إلى مَنْ بين الخافقين، خاتم النبيين، وإمام المتقين، ومختار رب العالمين، وسيد المرسلين، الذي لا نبي بعده ولا رسول، الدائم الشريعة، فلا تحول ولا تزول، فصلوات الله تعالى وسلامه الأتمان الأكملان الأدْوَمان المستمران إلى يوم نصب الميزان، وبروز النيران، وتزخرف الجنان، على سيدنا محمد النبي الأمي العربي القرشي الهاشمي المكي الأبْطحي (٢)
ثم المدني،
_________
(١) قال ذلك هو محمد بن إسماعيل بن عمر بن كثير وهو ابن مؤلف الكتاب ويرجع إلى ما كتبناه عنه مما قدمناه من ترجمة والده رحمه الله تعالى.
(٢) الأبطحي: نسبة إلى بطحاء مكة وهو مسيل واديها، وهو مابين مكة ومنى، ومبتدؤه المحصب والمراد أنه ﵊ من أكرم بطون قريش. فقد كانت قريش قسمين: قريش البطاح الذين ينزلون أباطح مكة وبطحاءها. وقريش الظواهر الذين ينزلون حول مكة. قال الشاعر:
... فلو شهدتني من قريش عصابة ... قريش البطاح لا قريش الظواهر
قال ابن الأعرابي: قريش البطاح هم الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة. وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح. سبل الهدى والرشاد ١/٥١٦.
1 / 55
نبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة (١)، والعاقب والماحي، والخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين، الذي جمع فيه محاسن من كان قبله، واختُص بفضائل لم تكن في غيره. فلهذا نسخ الله بما شرع له جميع الشرائع المتقدمة، ولم يقبل بعد بعثته من أحد من سائر الأديان عملًا إلا على ما جاء به محمد من الدين القويم، والشرع العظيم. قال الله تعالى في كتابه المبين: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا/ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ﴾ (٢) قال ابن عباس ﵁: (ما بعث الله نبيًا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بُعثَ محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره بأخذ العهد على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه) رواه البخاري (٣)، إمام المحدثين.
وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ (٤) .
ولما كان صلوات الله وسلامُه عليه في غاية الكمال خلقًا وخُلقًا وشرعًا، وأُنزل عليه الكتاب الكريم وهو القرآن العظيم، الذي هو أعظم
_________
(١) الملحمة: الحرب والقتال مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاختلاط لحمة الثوب بالسدى. والعاقب الذي ليس بعده نبي. والماحي الذي يمحو الله به الكفر. كما جاء في حديث مسلم ٢/٣٣٦ ويراجع سبل الهدى والرشاد ١/٤٩٤، ٦٥٥.
(٢) آية (٨١) آل عمران.
(٣) أسنده ابن جرير في تفسيره ٦/٥٥٦.
(٤) آية (٨٥) آل عمران.
1 / 56
البراهين، إذ كان تنزيل العزيز الرحيم، وأنطقه الله بما أفهمهُ منه من الحكمة، وهي السنة المأثورة قولًا منه وعملًا، وتقريرًا وفعلًا، غير أنها لا تتلى (١)، ولكن تُحفظ وتروى، كما ضبطها المحفوظون من أصحابه سفرًا وحضرًا، ليلًا ونهارًا، سرًا وجهارًا، وسألوا أزواجه - أمهات المؤمنين - عما كان يعانيه عندهن من أمور الدين، وعن صلواته في خلواته وعن قيامه في الليل البهيم، فبين ذلك للأمة أتم تبيين، وضبطن ذلك أتم ضبطٍ وحفظٍ متين، ولا سيما الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات عائشة أم المؤمنين، كما بسطنا ذلك في مسندها ﵂ وعنهن وعنهم أجمعين، ولهذا لم تحتج أمته إلى نبي بعده، كما كانت الأمم قبلها لا يخلو زمان عن نبي أو أكثر يسدون (٢) أحكام كتابهم، ويرشدونهم إلى ما ينفعهم في معاشهم في هذه الدنيا ويوم مآبهم.
قال الله تعالى - وبه يؤمن المؤمنون -: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ﴾ (٣) فقال ﴿بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ﴾ فوكل حفظ التوراة إليهم، فلذا دخلها بعد أنبيائهم التحريف والتبديل والتأويل/ ثم أضيف إلى ذلك كله النسخُ، ولا يجوز الحكم بها، ولا التحاكم إليها، ولا الاعتماد عليها، بعد نزول القرآن العظيم المهيمن عليها وعلى ما قبلها وبعدها من الكتب السماوية، الناسخ لما فيها إلاَّ ما قُرِّرَ منها فإن الصحيح (أن شرع من
_________
(١) في الأصل (تبلى) وما أثبتناه هو الموافق للسياق.
(٢) يسدون: يوثقون. يقال سد الأمر وسدده أوثقه. وتراجع المادة في اللسان ٣/١٩٦٨.
(٣) آية (٤٤) المائدة.
1 / 57
قبلنا شَرْعٌ لنا ما لم ينسخ) كما هو المنصوص في الأصول، وكما تقرر بالمنقول والمعقول (١) .
وقال الله تعالى - وهو الذي يفرده بالعبادة الموحدُون -: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (٢) فتكفل تعالى بحفظ كتابه العزيز، فلهذا لم يُهمل منه كلمةٌ بل حفظه الصحابة ﵃ من الرسول حرفًا حرفًا فيما يجهر فيه من الصلوات وما يُخفى، ومن خطبه ومواعظه المكررة [مئينًا ألفًا] (٣)، فكان منهم من جمعه كله في حياة النبي ﷺ من أنصارى ومهاجري، ومنهم من قرأ أكثره، وأقل من ذلك كُلٌّ بحسبه، فكان منهم من أودعه صدره، ومنهم من ضبطه بكتبه، وقد ورد في حديث: (من كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه) (٤) خشية أن يذهب شئ من القرآن أو يختلط بغيره بحسب أن ذلك جائز.
ثم لما قاتل الصحابة أهل الردة، وأصحاب مسيلمة، وقُتِلَ منهم نحو الخمسمائة، أشار الفاروق على الصديق بجمع القرآن خشية أن يذهب شئ من القرآن بقتل بعض القراء، فأمر زيد بن ثابت الأنصاري، فتتبع القرآن يجمعه من صدور الرجال، ومن الجريد واللخاف (٥)، وألواح الأكتاف (٦)، فلم يترك منه آية إلا جمعها، ولا شاذة ولا فاذة إلا ارتجعها، فكان ذلك في صُحفٍ مطهرةٍ، مكرمة معظمة، أيامى الصديق والفاروق. فلما كان عثمان
_________
(١) في الأصل المخطوط [بالمنقول والمنقول] والصواب ما أثبتناه.
(٢) آية (٩) الحجر.
(٣) في الأصل كلمة غير واضحة المعنى، ولعلها (مئينا ألفًا) .
(٤) أخرجه مسلم: كتاب الزهد والرقائق. باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم، عن أبي سعيد الخدري ٤/٢٢٩٨ ط الحلبي.
(٥) اللخاف: هي جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق النهاية ٤/٢٤٤. مادة (لخف) .
(٦) الكتف: عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، كانوا يكتبون عليه. أهـ. النهاية ٤/١٥٠.
1 / 58
بن عفان استدعي بتلك الصحف من عند أم المؤمنين حفصة، ورتب سورها على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله ﷺ على جبريل في آخر سنيه السنية، فإنه كان يُعارضه بما أوحاه إليه في كل رمضان مرة، فلما كان آخر رمضان صامه، الذي أنزل عليه فيه القرآن، عارضه مرتين (١) فكان ذلك إشارة إلى انقضاء عمر سيد الثقلين، / فكتبه أمير المؤمنين عثمان بن عفان على العرضة الأخيرة منهما، وألزم الناس أن يقرءوا على رسم ما رسمه في المصحف الإمام، وأنْفَذَ به نُسخًا إلى بقية الأمصار الكبار، ليقتدي بها الأنامُ ما بقيت الأيام.
فقابلت الأمة ذلك بالسمع والطاعة، وحرقوا عن أمره بقية المصاحف المخالفة لتلاوة الجماعة، وكانوا قد تآلبت (٢) تلاوتهم، وخطًا بعضهم بعضًا، حتى كثرت القالة والشناعة، فأشار حذيفة بن اليمان على عثمان بما اعتمده من هذا الصنيع الذي لم يسبق إليه ولا يُلحق فيه، وقد أمر بمتابعته والاقتداء به صاحب الشفاعة. وودَّ علي بن أبي طالب في أيامه أن لو كان صاحب ذلك لو قُدِّر له أو قَدَر عليه، وقد بسط بفضل عثمان كف الضراعة (٣) وقد أخذ التابعون لهم بإحسان عنهم تلاوة القرآن قَرْنًا بعد قرن، وجيلًا بعد جيل، وخلفًا عن سلفٍ إلى هذا الأوان.
_________
(١) يشير بذلك إلى حديث معارضة جبريل للنبي بالقرآن في رمضان الأخير مرتين، عن عائشة عن فاطمة ﵉ قالت: (أسر إلى النبي ﷺ أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلى)، صحيح البخاري كتاب التفسير: فضائل القرآن: ٩/٤٣.
(٢) يعني تمسك كل فريق بما يظنه صوابًا ولو كان باطلًا، انظر لسان العرب ١/٢١٥، يشير بذلك إلى حديث حذيفة بن اليمان حين قدم على عثمان لما أفزعه اختلافهم في القراءة، فأشار على عثمان أن يجمعهم على قراءة واحدة ثابتة، انظر الحديث في صحيح البخاري في كتاب التفسير باب جمع القرآن: ٩/١٠.
(٣) يقصد بذلك ما ورد من ثناء أمير المؤمنين علي، على أمير المؤمنين عثمان ﵄ وتمنيه أن لو فعل في المصاحف مثله، فقد ورد عنه أنه قال: (لو كنت الوالي وقت عثمان لفعلت بالمصاحف مثل الذي فعل عثمان) وقال أيضًا: (لا تقولوا في عثمان إلا خيرًا. فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا على ملامنا) ... الخبر انظر فتح الباري جـ١٩ صـ ٢١ - ٢٤. والإتقان في علوم القرآن للسيوطي جـ ١ صـ ٢٤٠، والبرهان للزركشي جـ ١ صـ ٢٤٠.
1 / 59
وقد تكلمنا على ما يتعلق بالقراءات السبع في أوائل كل سورة وجزء وسُبع في أوائل كتابنا (التفسير) بما فيه كفاية لكل فاضل نحرير، ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين بالحجة على سائل الخلق بالحق متمسكين بسنته الواردة عنه المتلقاة منه، حافظين لها، مُعولين عليها، حافظين لأسانيدها وألفاظ متون سُننها ومسانيدها، عالمين بأحوال رجالها، من ثقاتها وضعفائها، ومن يُنسب منهم إلى بدعة جرحة (١)، أو سوء حفظ، أو عدم ضبط، أو تغفل، أو كذب، أو وضع، أو زندقة، أو انحلال، أو متأول في كذبه بنوع قُربةٍ وهو مخطئ في ذلك، كما هو مبسوط في كتب الأسماء والرجال، والتواريخ وأيام الناس.
وقد جمعتُ في ذلك كتابًا حافلًا كافيًا كافلا كاملًا لأشتات ما تفرق في غيره، وسميته (بالتكميل في معرفة الثقات والضغفاء والمجاهيل) (٢) / في عدة عشر مجلدات، هو كالمقدمة بين يدي كتابي هذا، الذي قد جمعته أيضًا من كتب الإسلام المعتمدة في الأحاديث الواردة عن رسول الله ﷺ. ومن ذلك الكتب الستة، وهي: الصحيحان: البخاري ومسلم، والسنن الأربع: لأبي (٣) داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، ومن ذلك مسند الإمام أحمد، ومسند أبي بكر البزار، ومسند الحافظ أبي يعلى الموصلي، والمعجم الكبير للطبراني (٤) ﵏. فهذه عشرة كاملة.
وأذكر في كتابي هذا مجموع ما في هذه العشرة، وربما زدْتُ عليها من غيرها، وقل ما يخرج عنها من الأحاديث مما يحتاج إليه في الدين.
_________
(١) يعني جارحة.
(٢) قد أشرنا في الكلام عن مؤلفاته أن هذا الكتاب لا يوجد منه سوى الجزء التاسع فقط، وهو بدار الكتب المصرية تحت رقم (٢٤٢٢٧) رمز (ب) .
(٣) في الأصل المخطوط [ابن داود]، والصواب: ما أثبتناه.
(٤) هذا نص صريح يرد على من ذكر أن من أصوله ابن أبي شيبة مكان المعجم الكبير للطبراني ممن ترجم لابن كثير، كما سبقت الإشارة إليه.
1 / 60
وهذه الكتب العشرة تشتمل على أوفي من مائة ألف حديث بالمكررة. وفيها الصحيح والحسن، والضعيف والموضوع أيضًا. وتشتمل على أحاديث كثيرة في الأحكام، وفي التفسير، وفي التواريخ، والرقائق، والفضائل، وغير ذلك من فنون العلم، كما قد نبه على ذلك الإمام البخاري في كتابه الجامع، وفتح أبواب الهدى وأرشد إلى مسالك النجاة وترجم كتبًا وأبوابًا دلت على فقه نفيس عظيم، وعلى همةٍ سامية شاهقة إلى نيل المعالي في سائر العلوم الشرعية، وعلى اطلاع عظيم من السنة النبوية والأحاديث المصطفوية، فرحمه الله من إمام، كما جعل له لسان صدق في هذه الأمة الأنام. ولكن قل ما يدخل في مصنفه من هذه الأحاديث لما شرطه في صحيحه من الشرط الذي ضاق. وتوسع مُسلم بن الحجاج بعده في الشرط، وبالغ في المناظرة والحجاج، ومع هذا بقي عليه أحاديث أخر لم يطلع عليها، وهي على شرطه، كما ستراها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وقد وضعت كُل حديث مما يتعلق بالأحكام، والتفسير، والتاريخ، في كتبنا الثلاثة ولله الحمد والمنة. وما كان فيه وهن شديد بينته، وموضع تحرير (١) ذلك وتقريره، والتفسير عنه في كتابي (الأحكام الكبرى) .
وسميت كتابي هذا (جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن) وهو المسند الكبير.
وشرطي فيه أني أترجم كل صحابي له رواية عن رسول الله/ ﷺ مرتبًا على حروف المعجم، وأوردُ له جميع ما وقع له في الكتب وما تيسر لي من غيرها، وبالله أستعين، وعليه أتوكل، وإليه أنيب.
_________
(١) في الأصل المخطوط (تحريم) والسياق يقتضي ما أثبتناه.
1 / 61
حرف الألف
من اسمه آبي. وأبان. وأبجر. وإبراهيم. وأبزى. وأبيض. وأُبيٌّ من الصحابة ﵃.
١ - (آبي اللحم الغفاري) (١) قيل اسمه حُويرث، وقيل: خلف، وقيل: عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله ابن حارثة بن غفار بن (مُليل) (٢) بن ضمرة بن بكر بن عبد مَناة ابن كنانة بن خُزيمة ابن مُدركة بن نِزَار بن إلياس بن معد بن عدنان. وهو صحابي قديم الإسلام. وإنما لُقب بـ (آبي اللحم) لأنه كان لا يأكل اللحم ويأبى منه. وقيل كان لا يأكل ما ذبح على النُّصبِ، له حديث واحد. ١ - قال الإمام أحمد، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في (كتاب الصلاة) من سننهما (٣): حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، - هو ابن سعد - عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير - مولى _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة في تمييز الصحابة ١/١٣ ط: المثنى بلبنان الأولى سنة ١٣٢٨هـ، وأسد الغابة في معرفة الصحابة ١/٤٥ باب الهمزة مع الألف. (٢) في الأصل (مليك) بالكاف، والتصويب من أسد الغابة. (٣) مسند أحمد بن حنبل ٥/٢٢٣ دار الفكر، وسنن الترمذي: كتاب الصلاة باب ماجاء في صلاة الاستسقاء: ٢/٣٤ وسنن النسائي: كتاب الاستسقاء: باب: كيف يرفع يديه: ٣/١٥٩. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ١/٣٢٧ وقال: هذا سند صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وزاد السيوطي في الجامع الكبير ٢/٢٢٩ نسبته للبغوي والبارودي وأبي نعيم وسمويه في فوائده.
١ - (آبي اللحم الغفاري) (١) قيل اسمه حُويرث، وقيل: خلف، وقيل: عبد الله بن عبد الملك بن عبد الله ابن حارثة بن غفار بن (مُليل) (٢) بن ضمرة بن بكر بن عبد مَناة ابن كنانة بن خُزيمة ابن مُدركة بن نِزَار بن إلياس بن معد بن عدنان. وهو صحابي قديم الإسلام. وإنما لُقب بـ (آبي اللحم) لأنه كان لا يأكل اللحم ويأبى منه. وقيل كان لا يأكل ما ذبح على النُّصبِ، له حديث واحد. ١ - قال الإمام أحمد، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في (كتاب الصلاة) من سننهما (٣): حدثنا قُتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، - هو ابن سعد - عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير - مولى _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة في تمييز الصحابة ١/١٣ ط: المثنى بلبنان الأولى سنة ١٣٢٨هـ، وأسد الغابة في معرفة الصحابة ١/٤٥ باب الهمزة مع الألف. (٢) في الأصل (مليك) بالكاف، والتصويب من أسد الغابة. (٣) مسند أحمد بن حنبل ٥/٢٢٣ دار الفكر، وسنن الترمذي: كتاب الصلاة باب ماجاء في صلاة الاستسقاء: ٢/٣٤ وسنن النسائي: كتاب الاستسقاء: باب: كيف يرفع يديه: ٣/١٥٩. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك ١/٣٢٧ وقال: هذا سند صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وزاد السيوطي في الجامع الكبير ٢/٢٢٩ نسبته للبغوي والبارودي وأبي نعيم وسمويه في فوائده.
1 / 63
آبي اللحم - عن آبي اللحم (أنه رأى النبي ﷺ يستسقى عند أحجاز الزيت (١) وهو مقنع (٢) يديه يدعو) .
قال الترمذي: كذا قال قتيبة في هذا الحديث: عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النبي ﷺ إلا هذا الحديث.
وقد رواه [عمر بن] (٣) مالك وغيره عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد ابن إبراهيم التَّيْمي عن عُمير مولى آبي اللحم عن النبي ﷺ، ولم يقل: عن آبي اللحم، وكلاهما له صحبة. ورواه عبد ربه بن سعيد عن محمد بن إبراهيم قال: أخبرني من رأى النبي ﷺ ولم يُسمِّهِ.
قلت: وسيأتي كل منهما في موضعه، فقد رواه أبو داود (٤) من حديث عمر ابن مالك، ومن حديث عبد ربه، كما رمزنا عنهما.
_________
(١) موضع قريب من الزوراء بالمدينة المنورة. معجم البلدان ١/١٠٩.
(٢) مقنع يديه: أي رافع يديه انظر جامع الأصول ٦/٢٠٩.
(٣) في الموضعين (مالك) والزيادة في سنن أبي داود.
(٤) أخرجه أبو داود: في كتاب الصلاة: باب رفع اليدين في الاستسقاء: ١/٢٦٦ عن عمير مولى بني آبي اللحم.
٢ - (أبان بن سعيد) (١) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي. وأمه هند، ويُقال: صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، عمة خالد بن الوليد. كان من وجوه قريش من بني أمية. / وكان هو الذي أجار عثمان بن عفان يوم بعثه رسول الله ﷺ في الرسالة إلى قريش يوم الحديبية، وأركبه فرسه، وقال: سر آمنًا حيث شئت. ثم أسلم بعد الحديبية، وشهد فتح خيبر، وقد كان في سريةٍ بعثه رسول الله ﷺ فيها _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر ١/١٣، وأسد الغابة باب الهمزة والباء وما يثلثهما: ١/٤٦.
٢ - (أبان بن سعيد) (١) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصي. وأمه هند، ويُقال: صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، عمة خالد بن الوليد. كان من وجوه قريش من بني أمية. / وكان هو الذي أجار عثمان بن عفان يوم بعثه رسول الله ﷺ في الرسالة إلى قريش يوم الحديبية، وأركبه فرسه، وقال: سر آمنًا حيث شئت. ثم أسلم بعد الحديبية، وشهد فتح خيبر، وقد كان في سريةٍ بعثه رسول الله ﷺ فيها _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة لابن حجر ١/١٣، وأسد الغابة باب الهمزة والباء وما يثلثهما: ١/٤٦.
1 / 64
أميرًا. وشهد فتح دمشق، فقيل: إنه قتل يوم مرج الصفر (١) بعدها بقليل. وقيل: يوم اليرموك سنة خمس عشرة، وقيل: يوم أجْنادين (٢) قبيلهما. وقيل: إنه تأخر إلى أيام عثمان، فكان ممن يُمْلى المصحف على زيد بن ثابت بأمر عثمان، فالله أعلم.
_________
(١) (مَرْج الصُّفر) موضع بغوطة دمشق كان به وقعة للمسلمين مع الروم وكانت سنة أربع عشرة. النهاية ٣/٣٧.
(٢) كانت أجنادين سنة اثنتي عشرة، وقيل: ثلاث عشرة. أسد الغابة ١/٤٧.
٢ - قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن ناصح، حدثنا محمد بن الحسن، حدثني سليمان بن وهب، حدثني النعمان بن برزج (١) - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن، وكلمه رجل في دَمٍ، فقال أبان: (إن رسول الله ﷺ قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (٢) . وكذلك رواه الطبراني في المعجم الكبير عن علي بن المبارك الصنعاني، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن الحسن بن أتش، عن سليمان بن وهب الجندي، عن النعمان، عن أبان، أنه خطب فقال: (إن رسول الله ﷺ قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (٣) . _________ (١) بُرزْج: بفتح الباء وضم الراء وسكون الزاي. أسد الغابة ٥/٣٢٦، الإصابة ٣/٥٨٥. (٢) انظر كشف الأستار ٢/٢١٥، وانظر مجمع الزوائد ٦/٢٩٣ حيث قال: وإسناد البزار ضعيف. (٣) معجم الطبراني ١/٢٠٢، والجامع الكبير للسيوطي ٢/٢٢٩، فقد زاد إسناده للبخاري في الكبير وابن أبي داود، والبغوي وابن قانع، وغيرهم.
٢ - قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن ناصح، حدثنا محمد بن الحسن، حدثني سليمان بن وهب، حدثني النعمان بن برزج (١) - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: بعث أبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن، وكلمه رجل في دَمٍ، فقال أبان: (إن رسول الله ﷺ قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (٢) . وكذلك رواه الطبراني في المعجم الكبير عن علي بن المبارك الصنعاني، عن زيد بن المبارك، عن محمد بن الحسن بن أتش، عن سليمان بن وهب الجندي، عن النعمان، عن أبان، أنه خطب فقال: (إن رسول الله ﷺ قد وضع كل دمٍ كان في الجاهلية) (٣) . _________ (١) بُرزْج: بفتح الباء وضم الراء وسكون الزاي. أسد الغابة ٥/٣٢٦، الإصابة ٣/٥٨٥. (٢) انظر كشف الأستار ٢/٢١٥، وانظر مجمع الزوائد ٦/٢٩٣ حيث قال: وإسناد البزار ضعيف. (٣) معجم الطبراني ١/٢٠٢، والجامع الكبير للسيوطي ٢/٢٢٩، فقد زاد إسناده للبخاري في الكبير وابن أبي داود، والبغوي وابن قانع، وغيرهم.
1 / 65
٣ - (أبان المحاربي، وهو العبدي أيضًا) (١)
٣ - قال الطبراني: حدثنا محمد بن العباس الأخرم الأصبهاني، حدثنا أسيد ابن عاصم، حدثنا سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن الحكم بن حيان، [عن أبان] (٢) المحاربي - وكان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله ﷺ عن رسول الله ﷺ أنه قال: (مامن عبد مسلم يقول إذا أصبح: الحمد لله لا أشرك به شيئًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، إلا ظلَّ تُغفر له ذنوبه حتى يُمسي، فإن قالها إذا أمسى ظل تُغفر له ذنوبه حتى يُصبح) (٣) .
رواه البزار، عن محمد بن السكن الأيلي، عن سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، وكان من العُباد فكثرت المناكير في حديثه فأبوا حفظه (٤) .
٤ - (إبراهيم بن الحارث)
إبراهيم بن الحارث بن خالد بن الحارث بن عامر بن كعب بن سعد بن.... ابن كعب (٥) / قال أحمد بن حنبل والبخاري: كان من المهاجرين. قال البخاري: هاجر مع أبيه وقال موسى بن عبيدة: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث وكان جده من المهاجرين الأولين.
_________
(١) هو أبان المحاربي من بني محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز، ويقال له العبدي أيضًا فهو عبدي محاربي، ومحارب بطن من عبد القيس. الإصابة ١/١٥، أسد الغابة ١/٤٨.
(٢) الزيادة التي بين القوسين ليستقيم المعنى وبعد الرجوع إلى معجم الطبراني ١/٢٠٢.
(٣) الخبر في المعجم الكبير للطبراني ١/٢٠٢، وهو عند ابن سعد ٧/٨٨.
(٤) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/١١٦، وقال: رواه البزار، وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك.
(٥) هكذا بياض في الأصل. وصحة نسبه: إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب ابن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي.
التاريخ الكبير ١/٢٢، الإصابة ١/١٥، أسد الغابة ١/٥١.
1 / 66
٤ - قال أبو نعيم: حدثنا أبو أحمد (الغطريفي) (١)، حدثنا (الساجي) (٢)، حدثنا يزيد بن يوسف، عن عمرو، حدثنا خالد بن نزار، حدثنا سفيان بن عيينة،
عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه،
قال: (وجهنا رسول الله ﷺ في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا
وأصبحنا: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًَا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ (٣) فقرأناها
فغنمنا وسلمنا) .
٥ - (إبراهيم بن خَلاد بن سُويد الخزرجي وقيل أشهلىٌّ) (٤) .
٥ - روى أبو نعيم من طريق محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، عن إبراهيم بن خلاد قال: (دخل جبريل على رسول الله ﷺ فقال: يا محمد كن عجاجًا ثجَّاجا) (٥) .
٦ - (إبراهيم بن عبد الرحمن العُذْرى) (٦)
ذكره الحسن بن عرفة، عن إسماعيل بن عياش، عن مُعان بن رفاعة،
_________
(١) في الأصل (الطريفي) والتصويب من الأنساب ١٠/٥٦.
(٢) في الأصل (الديباجي) والتصويب في المصدر السابق.
(٣) الآية (١١٥) المؤمنون، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة: الحديث أخرجه ابن منده من طريق لا بأس بها. وفي أسد الغابة أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
(٤) قال ابن الأثير في أسد الغابة: ذكر أبو نعيم أنه خزرجي، وجعله ابن منده أشهليًا، وهما متناقضان، فإن عبد الأشهل قبيلة مشهورة من الأوس، إلا إن أراد نسبه إلى عبد الأشهل ابن دينار بن النجار فهو من الخزرج والصحيح: أنه خزرجي أهـ ١/٥٢ باب الهمزة مع الباء وما يثلثهما، الإصابة ١/٩٥.
(٥) العج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إسالة دماء الهدي والأضاحي، النهاية ١/١٢٥، ٣/٦٩ والحديث أخرجه الطبراني في الكبير ١/٣١٤.
(٦) انظر ترجمته في أسد الغابة، باب الهمزة مع الهاء وما يثلثهما ١/٥٢، وقد جزم الحافظ ابن حجر أنه تابعي وحديثه مرسل. الإصابة ١/١١٧.
1 / 67
عن إبراهيم قال: وكان من الصحابة. قال أبو نعيم: فزاد: (وكان من الصحابة) ولم يتابع عليه.
٦ - ثم قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن حميد، ومحمد بن إبراهيم بن علي، قالا: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن بقية بن الوليد، عن مُعان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: قال رسول الله ﷺ: (يَحمِل هذا العلم من كُلِّ خلفٍ عُدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) . ثم قال: كذا رواه الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عن مُعانٍ. ورواه عمرُو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد. ورواهُ بقية/ أيضًا عن مسلمة بن علي عن أبي محمد السلامي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. قال: وكُلها مضطربة غير مستقيمة (١) . ٧ - إبراهيم: والد عطاء الطائفي (٢) ٧ - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم عن أبيه عن جده - رجل من _________ (١) القائل هو: أبو نعيم. وانظر كامل ابن عدي ١/١٩٠، وضعفاء العقيلي ٤/٤٥٦، وكذا قال ابن الأثير في أسد الغابة، وقال ابن حجر في الإصابة أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة. وانظر التمهيد لابن عبد البر ١/٥٨. (٢) إبراهيم: أبو عطاء الثقفي الطائفي قال أبو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء. وإسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يحتج به ولا يصح عندي ذكره في الصحابة وحديثه عندي مرسل. أسد الغابة ١/٥٤. وانظر الإصابة.
٦ - ثم قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن حميد، ومحمد بن إبراهيم بن علي، قالا: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن بقية بن الوليد، عن مُعان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، قال: قال رسول الله ﷺ: (يَحمِل هذا العلم من كُلِّ خلفٍ عُدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين) . ثم قال: كذا رواه الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش عن مُعانٍ. ورواه عمرُو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن معان عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد. ورواهُ بقية/ أيضًا عن مسلمة بن علي عن أبي محمد السلامي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة. قال: وكُلها مضطربة غير مستقيمة (١) . ٧ - إبراهيم: والد عطاء الطائفي (٢) ٧ - قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم عن أبيه عن جده - رجل من _________ (١) القائل هو: أبو نعيم. وانظر كامل ابن عدي ١/١٩٠، وضعفاء العقيلي ٤/٤٥٦، وكذا قال ابن الأثير في أسد الغابة، وقال ابن حجر في الإصابة أورد ابن عدي هذا الحديث من طرق كثيرة كلها ضعيفة. وانظر التمهيد لابن عبد البر ١/٥٨. (٢) إبراهيم: أبو عطاء الثقفي الطائفي قال أبو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء. وإسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يحتج به ولا يصح عندي ذكره في الصحابة وحديثه عندي مرسل. أسد الغابة ١/٥٤. وانظر الإصابة.
1 / 68
الطائف - أنه سمع رسول الله ﷺ وهو يكلم الناس حسنا، وسمعته يقول: (قابلوا النعال) (١) .
قال أبو نعيم: يُقال إن أبا عاصم كان يَهِم في هذا فيُقدم عطاء على إبراهيم ابن عطاء عن أبيه عن جده.
فأما إبراهيم مولى رسول الله ﷺ فسيأتي في الكنى. وقد قال له الرسول ﷺ: (يا أبا رافع، إن مولى القوم من أنفسهم، وإنا لا تحل لنا الصدقة) (٢) .
وأما:
_________
(١) قابلوا النعال: اجعلوا لها قبالا. والقبال زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الأصبعين. النهاية لابن الأثير ٣/٢٢٥ والحديث أخرجه الطبراني ١/١٣٥، وفي ١٧/١٧٠ لكنه قال هنا: يحيى بن عبيد بن عطاء عن أبيه عن جده. وانظر مجمع الزوائد ٥/١٣٨. والجامع الكبير للسيوطي ١/٥٩٣.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه ٢/٨٤، وقال: هذا حديث حسن صحيح وأخرجه النسائي ٥/٨٠، والحاكم في المستدرك ١/٤٠٤ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
٨ - (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) (١) فقيل: إنه ولد عام الهجرة، أو قبلها بسنة، وله إدراك جيد، ولكن لم أر له رواية. ومثله: ٩ - (إبراهيم بن أبي موسى الأشعري) (٢) ولد في حياة رسول الله ﷺ، وحنكهُ، وسماهُ إبراهيم (٣) . ولا رواية له. وكذا: _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/٩٥، وأسد الغابة ١/٥٣. (٢) انظر ترجمته في الإصابة ١/٩٦، وأسد الغابة ١/٥٣. (٣) انظر صحيح البخاري ٣/٢١٥.
٨ - (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) (١) فقيل: إنه ولد عام الهجرة، أو قبلها بسنة، وله إدراك جيد، ولكن لم أر له رواية. ومثله: ٩ - (إبراهيم بن أبي موسى الأشعري) (٢) ولد في حياة رسول الله ﷺ، وحنكهُ، وسماهُ إبراهيم (٣) . ولا رواية له. وكذا: _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/٩٥، وأسد الغابة ١/٥٣. (٢) انظر ترجمته في الإصابة ١/٩٦، وأسد الغابة ١/٥٣. (٣) انظر صحيح البخاري ٣/٢١٥.
1 / 69
١٠ - (إبراهيم النجار) (١)
الذي صنع المنبر النبوي. لا رواية له. وكذا:
١١ - (إبراهيم بن النحام) (٢)
الذي باع النبي ﷺ مدبره بثمانمائة وأرسل بثمنه إليه لدين كان عليه. لارواية له، (وقد ورد ذكره في رواية أبي نضرة عن جابر في حنين الجذع) (٣) .
١٢ - (إبراهيم بن رسول الله ﷺ -) (٤)
وأما السيد الشريف الحسيب النسيب الحبيب الكريم إبراهيم بن
رسول الله ﷺ، فمات قبل أبيه عليهما الصلاة والسلام بسنةٍ، يوم كُسفت الشمس، وله من العمر ستة عشر شهرًا وقيل ثمانية عشر شهرًا وقيل سنة وعشرة أشهر، ولهذا جاء في الحديث: (إن ابني مات في الثدي لم يتم رضاعة وإن له
مُرضعًا في الجنة) .
رواه الثوري، عن فراسٍ، عن الشعبي، عن البراء.
ورواه أحمد، عن إسماعيل، عن أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أنسٍ (٥) . وقال الثوري: عن السدي، عن أنس، فذكره، وزاد: قال أنس: (ولو عاش لكان نبيًا صديقًا) (٦) /.
_________
(١) انظر ترجمته في الإصابة ١/١٦، وأسد الغابة ١/٥٥.
(٢) النحام: يقال له نحم ينحم بالكسر نحما ونحيما ونحمانا فهو نحام والنحيم الزحير والتنحنح. وفي الحديث: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم.
وقد اقترن اسم إبراهيم النحام بخير العبد المدبر وأما خبر حنين الجذع فمتعلق بإبراهيم النجار الذي صنع منبره ﵊ وبذلك وردت رواية أبي نضرة عن جابر عند ابن الأثير. الإصابة ١/٩٦، أسد الغابة ١/٥٥، لسان العرب ٦/٤٣٧٠.
(٣) هذه العبارة - والله أعلم - محلها في الترجمة السابقة، لأن الذي ورد ذكره في رواية أبي نضرة عن جابر في حنين الجذع هو: إبراهيم النجار، لا النحام، كما يتضح في الهامش السابق.
(٤) انظر ترجمته في الإصابة ١/٩٣، وأسد الغابة ١/٤٩.
(٥) مسند أحمد ٣/١١٢، وأخرجه مسلم أيضًا ٤/١٨٠٨.
(٦) مسند أحمد ٣/١٣٣، وطبقات ابن سعد ١/١٤٠.
1 / 70
ورواه كذلك إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى، وقال: (لو عاش لكان نبيًا) (١) .
وستأتي كلها في مواضعها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
وأمهُ مارية القبطية من كورة أنْصِنا (٢) أهداها له المقوقس صاحب إسكندرية، مع أختها سيرين وطواشٍ (٣)
اسمه مأبور.
_________
(١) الخبر أخرجه البارودي عن أنس. وابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى، ورمز له السيوطي بالضعف. وعقب عليه المناوي فقال:
وقضية كلام المصنف أن هذا لم يتعرض له أحد من الستة لتخريجه وإلا لما عدل إلى هذين، وهو عجب فقد رواه ابن ماجه بزيادة ولفظه (لو عاش إبراهيم لكان صديقًا نبيًا ولو عاش لأعتقت أخواله من القبطه وما استرق قبطي) ورواه أحمد باللفظ الأول. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
ولكن ابن حجر وهن طريق ابن ماجه في الإصابة كما ساق عدة طرق أخرى للخبر
ووهنها.
أَمَّا ابن الأثير فقد عقب على الروايات التي أوردها في أسد الغابة برأي نقله عن أبي عمر هو: قال أبو عمر: لا أدري ما هذا القول؟ فقد ولد نوح غير نبي، ولو لم يلد النبي إلا نبيًا لكان كل أحد نبيًا لأنهم من ولد نوح ﵇.
راجع الجامع الصغير بشرح فيض القدير ٥/٣٢٠.
(٢) انصنا بلدة قديمة على ضفة النيل الشرقية قبالة الأشمونين كان بها مقياس للنيل بعضه باق إلى الآن. معجم البلدان ١/١٦٥، محمد رسول الله للأستاذ محمد رضا ٢٧٠.
ابن دقماق ٥/١٨، التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية لابن الجيعان ص ١٧٧.
(٣) طواش: يعني خادم خصى. وأما مارية فهي بنت شمعون من فواضل نساء عصرها. وكانت أمها
رومية، وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة أهداها المقوقس سنة سبع للنبي ﷺ، فأسلمت
واستولدها ابنه إبراهيم، وتوفيت في خلافة عمر سنة ١٦هـ فحشد عمر الناس لشهود جنازتها ودفنت بالبقيع.
طبقات ابن سعد ٨/٢١٢. أعلام النساء ٥/١٠.
٨ - فروى أبو نعيم من حديث قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي) (١) . _________ (١) الخبر أخرجه ابن سعد ١/١٤٤ عن الزهري مرسلًا ورمز له السيوطي بالضعف وقد سبق لفظه جزءًا من حديث ابن ماجه. الجامع الصغير بشرح فيض القدير ٥/٣٢١.
٨ - فروى أبو نعيم من حديث قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: (لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي) (١) . _________ (١) الخبر أخرجه ابن سعد ١/١٤٤ عن الزهري مرسلًا ورمز له السيوطي بالضعف وقد سبق لفظه جزءًا من حديث ابن ماجه. الجامع الصغير بشرح فيض القدير ٥/٣٢١.
1 / 71
قال أبو نعيم: وقد رواه أبو شيبة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: لما مات إبراهيم صلى عليه رسول الله ﷺ قال: (إن له لمرضِعًا ترضعهُ في الجنة) وقال: (لو عاش لعتقت أخواله القِبط فما استرق قبطيٌّ) (١) .
قلت: روينا عن معاوية بن أبي سفيان أن الحسن بن علي قال لهُ ما أسديت إلى أهل كُورَةِ أنصنا؟ فقال: سامحتهم بالجزية إكرامًا لإبراهيم ابن رسول
الله ﷺ (٢) .
_________
(١) أخرجه ابن ماجه ١/٤٨٤.
(٢) أورده ابن الأثير في النهاية، وياقوت الحموي في معجم البلدان ٢/٢٧٦.
١٣ - (أبجر بن غالب) (١) ٩ - قال البزار: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن بشر، أن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود حدثه، عن عُبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل (٢) عن أبجر بن غالب، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ فقلت: يارسول الله أصابتنا سنة فنفد المال إلا الحُمُر أنأكل منها فقال: (كل وأطعم عيالك فإنما كرهت عام خيبر جوال (٣) القرية) . وهكذا رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن عبيد بن الحسن _________ (١) له ترجمة في الإصابة ١/١١٧ وأسد الغابة ١/٤٨. (٢) في المخطوطة (عبد الرحمن بن مغفل) والصواب ما أثبتناه وهو عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني الكوفي أخو عبد الله الآتي بعد. روى عن علي وابن عباس وغالب بن أبجر. تهذيب التهذيب ٦/٢٧٣ التاريخ الكبير للبخاري ٥/٣٤٩. (٣) جوال القرية: جوال جمع جالة كسامة وسوام وهي التي تأكل العذرة. النهارية ١/١٧٢.
١٣ - (أبجر بن غالب) (١) ٩ - قال البزار: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن بشر، أن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود حدثه، عن عُبيد بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل (٢) عن أبجر بن غالب، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ فقلت: يارسول الله أصابتنا سنة فنفد المال إلا الحُمُر أنأكل منها فقال: (كل وأطعم عيالك فإنما كرهت عام خيبر جوال (٣) القرية) . وهكذا رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن عبيد بن الحسن _________ (١) له ترجمة في الإصابة ١/١١٧ وأسد الغابة ١/٤٨. (٢) في المخطوطة (عبد الرحمن بن مغفل) والصواب ما أثبتناه وهو عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني الكوفي أخو عبد الله الآتي بعد. روى عن علي وابن عباس وغالب بن أبجر. تهذيب التهذيب ٦/٢٧٣ التاريخ الكبير للبخاري ٥/٣٤٩. (٣) جوال القرية: جوال جمع جالة كسامة وسوام وهي التي تأكل العذرة. النهارية ١/١٧٢.
1 / 72
عن عبد الله ابن معقل (١) عن عبد الله (٢) بن بشر، عن ناسٍ من مزينة (٣)، عن سيدهم أبجر، أو ابن أبجر فذكره (٤) .
ورواه أحمد (٥) عن غُنْدر عن شُعبة به وقال: قال غالب بن أبجر فذكره. وسيأتي في غالب بن أبجر إن شاء الله تعالى.
_________
(١) عبد الله بن معقل: كانت في المخطوطة (مغفل) وهو سهو من الناسخ وقد ورد كما
أثبتناه في مسند الطيالسي ومسند أحمد وهو أخو عبد الرحمن. التاريخ الكبير للبخاري
٥/١٩٥.
(٢) في مسندي أحمد والطيالسي (عبد الرحمن) والأشبه أن يكون عبد الله إذ أن عبد الله بن بشر كوفي وابني معقل كوفيان أيضًا. تهذيب التهذيب ٥/١٦٠.
(٣) في المخطوط (ياسر بن مزينة) والصواب (ناس من مزينة) .
(٤) مسند الطيالسي ص ١٨٤.
(٥) لم نجده عند أحمد. ويراجع الخبر في أسد الغابة.
١٤ - (أبزَى والد عبد الرحمن بن أبزى الخُزَاعي) (١) قيل: له ولابنه صحبة، وقيل لابنه فقط. وهذا غريب. ١٠ - وقد روى ابن منده من طريق بُكير بن/ معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة (٢)، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رسول الله ﷺ خطب الناس فقال: (ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والذي نفسي بيده ليفعلُن ذلك أو لأعاجلنهم العقوبة) ثم نزل فدخل بيته، الحديث. وقد رواه البخاري في الوحدان من طريق بكير بن معروف به (٣) . _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/١٧ وأسد الغابة ١/٥٦. (٢) هو ابن عبد الرحمن. (٣) قال ابن السكن: إسناده صالح، انظر الإصابة وراجع مجمع الزوائد ١/١٦٤ فقد رواه بأطول من هذا.
١٤ - (أبزَى والد عبد الرحمن بن أبزى الخُزَاعي) (١) قيل: له ولابنه صحبة، وقيل لابنه فقط. وهذا غريب. ١٠ - وقد روى ابن منده من طريق بُكير بن/ معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة (٢)، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه أن رسول الله ﷺ خطب الناس فقال: (ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟ وما لأقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والذي نفسي بيده ليفعلُن ذلك أو لأعاجلنهم العقوبة) ثم نزل فدخل بيته، الحديث. وقد رواه البخاري في الوحدان من طريق بكير بن معروف به (٣) . _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/١٧ وأسد الغابة ١/٥٦. (٢) هو ابن عبد الرحمن. (٣) قال ابن السكن: إسناده صالح، انظر الإصابة وراجع مجمع الزوائد ١/١٦٤ فقد رواه بأطول من هذا.
1 / 73
ورواه إسحاق بن راهوية عن محمد بن أبي سهل عن بكير عن مقاتل عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده عن النبي ﷺ به.
ورواه أبو نعيم عن الطبراني عن محمد بن إسحاق بن راهويه [عن أبيه] (١)، عن محمد بن أبي سهل، عن بُكير عن مقاتل، عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ فذكره، ثم قال: هذا هو الصواب، وليس لأبزى صحبة، ولا رواية، ووافقه أبو عُمر، وابن الأثير.
_________
(١) سقطت من المخطوط. وانظر أسد الغابة ١/٥٦، وما قاله ابن حجر في الإصابة عن هذه الرواية. وراجع الجامع الكبير للسيوطي ٢/٢٣٠.
١٥ - (أبيض بن حَمَّال) (١) أبيض بن حمَّال بن مرثد بن ذي لحيان بن سعد بن عَوِف بن عدي بنت مالك بن زيد بن سُدَد بن زرعة بن سبأ الأصغر السَبئي المأربي. وفد إلى النبي ﷺ واستقطعُه (مَاء) بِمَأرب وعاد إليها. ١١ - قال أبو داود في كتاب الخراج (٢): حدثنا قتيبة بن سَعِيد (٣)، ومحمد ابن المتوكل العسقلاني - المعنى واحد - أنَّ محمد بن يحيى بن قيس المأربي حدثهم قال: أخبرني: أبي، عن ثمامة بن شراحيل، عن سُميذ بن قيس، عن شُمير. قال ابن المتوكل: ابن عبد المَدانِ، عن أبيض بن حَمَّال: أنه وفد إلى رسول الله ﷺ فاستقطعه الملح. قال ابن المتوكل: الذي بِمأْرِب، فقطعه له، فلما أن وَلىّ قال رجل (٤) من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/١٧. وأسد الغابة ١/٥٧. (٢) سنن أبي داود (كتاب الخراج - باب إقطاع الأرضين) ٢/١٥٥ وأخرجه أيضًا الترمذي ٢/٤٢٠ والنسائي في الكبرى، كما في تحفة الأشراف ١/٧، وابن ماجه ٢/٨٢٧. وآخرون. (٣) في المخطوطة: (قتيبة بن سعد) والصواب ما أثبتناه. (٤) هو: الأقرع بن حابس التميمي، كما صرحت به رواية ابن ماجه.
١٥ - (أبيض بن حَمَّال) (١) أبيض بن حمَّال بن مرثد بن ذي لحيان بن سعد بن عَوِف بن عدي بنت مالك بن زيد بن سُدَد بن زرعة بن سبأ الأصغر السَبئي المأربي. وفد إلى النبي ﷺ واستقطعُه (مَاء) بِمَأرب وعاد إليها. ١١ - قال أبو داود في كتاب الخراج (٢): حدثنا قتيبة بن سَعِيد (٣)، ومحمد ابن المتوكل العسقلاني - المعنى واحد - أنَّ محمد بن يحيى بن قيس المأربي حدثهم قال: أخبرني: أبي، عن ثمامة بن شراحيل، عن سُميذ بن قيس، عن شُمير. قال ابن المتوكل: ابن عبد المَدانِ، عن أبيض بن حَمَّال: أنه وفد إلى رسول الله ﷺ فاستقطعه الملح. قال ابن المتوكل: الذي بِمأْرِب، فقطعه له، فلما أن وَلىّ قال رجل (٤) من المجلس: أتدري ما قطعت له؟ إنما _________ (١) انظر ترجمته في الإصابة ١/١٧. وأسد الغابة ١/٥٧. (٢) سنن أبي داود (كتاب الخراج - باب إقطاع الأرضين) ٢/١٥٥ وأخرجه أيضًا الترمذي ٢/٤٢٠ والنسائي في الكبرى، كما في تحفة الأشراف ١/٧، وابن ماجه ٢/٨٢٧. وآخرون. (٣) في المخطوطة: (قتيبة بن سعد) والصواب ما أثبتناه. (٤) هو: الأقرع بن حابس التميمي، كما صرحت به رواية ابن ماجه.
1 / 74
قطعت له الماء الْعِدّ (١) . قال: فانتزعه منه. قال: وسألَهُ عمَّا يُحمَى من الأَرَاك؟ قال: ما لم تنله خِفاف (٢) الإبل. قال ابن المتوكلُ: أخفاف الإبلْ.
ثم قال أبو داود: حدثنا هارون بن عبد الله عن محمد بن الحسن المخزومي قال: معنى قوله أخفاف الإبل: تأكل منها برءُوسها ويحمى ما فوقه.
ورواه/ الترمذي في الأحكام (٣)
عن قتيبة، ومحمد بن يحيى بن أبي عُمر، وكلاهما عن محمد بن يحيى بن قيس.
ورواه النسائي في إحياء الموات (٤) عن إبراهيم بن هارون عن محمد بن يحيى ابن قيس به. ومن حديث بقية عن ابن المبارك وسفيان عن معمر عن يحيى بن قيس المأربيّ عن أبيض بن حَمَّال به قال سفيان: وحدثني ابن الأبيض بن حمَّال، عن أبيه به مثله. ومن حديث إسماعيل بن عياش، وسفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى بن قيس عن أبيه عن أبيض به نحوه.
ورواه ابن ماجه في الأحكام (٥) أيضًا عن محمد بن يحيى بن أبي عمر عن فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمّال، عن عمه ثابت بن سعيد، عن أبيه سعيد عن أبيه أبيض به نحوه.
_________
(١) الماء العد: الدائم الذي لا انقطاع لمادته وجمعه أعداد. النهاية ٣/٧١.
(٢) في النهاية: معناه أن الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها لأنها إنما تصل إليه بمشيها على أخفافها فيحمى ما فوق ذلك، وقيل أراد أنه يحمي من الأراك ما بعد عن العمارة ولم تبلغه الإبل السارحة إذا أرسلت إلى المراعي. النهاية ١/٢٦٣.
(٣) قال الترمذي: حديث أبيض بن حمال حديث غريب. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم في القطائع يرون جائزًا أن يقطع الإمام لمن رأى ذلك.
الترمذي أبواب الأحكام - باب ماجاء في القطائع ٢/٤٢٠.
(٤) انظر تحفة الأشراف ١/٧.
(٥) أخرجه ابن ماجه في (كتاب الرهون - باب إقطاع الأنهار والعيون) ٢/٨٢٧ ولفظ الخبر عنده أتم وأوضح. وانظر سنن الدارقطني ٤/٢٢١، والدارمي ٢/١٨١.
1 / 75