Jamic Masail
جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة السادسة
Baare
د. محمد رشاد سالم
Daabacaha
دار العطاء
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٢هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠١م
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
مَا لَا يحصل لغيره لم يكن ذَلِك مرغبا فِي التَّوَكُّل كَمَا جعل التَّقْوَى سَببا لِلْخُرُوجِ من الشدَّة وَحُصُول الرزق من حَيْثُ لَا يحْتَسب وَقد قَالَ تَعَالَى الَّذين قَالَ لَهُم النَّاس إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل [سُورَة آل عمرَان ١٧٣] فمدحوه سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ نعم الْوَكِيل لما توكلوا عَلَيْهِ بقَوْلهمْ حَسبنَا الله أَي كافينا الله لَا يسْتَحق الْمَدْح إِن لم يجلب لمن توكل عَلَيْهِ مَنْفَعَة وَيدْفَع عَنهُ مضرَّة وَالله خير من توكل الْعباد عَلَيْهِ فَهُوَ نعم الْوَكِيل يجلب لَهُم كل خير وَيدْفَع عَنْهُم كل شَرّ
وَقَالَ تَعَالَى وَاذْكُر اسْم رَبك وتبتل إِلَيْهِ تبتيلا رب الْمشرق وَالْمغْرب لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فاتخذه وَكيلا [سُورَة المزمل ٨ - ٩] وَقَالَ تَعَالَى وآتينا مُوسَى الْكتاب وجعلناه هدى لبني إِسْرَائِيل أَلا تَتَّخِذُوا من دوني وَكيلا [سُورَة الْإِسْرَاء ٢] فَأمر أَن يتَّخذ وَكيلا وَنهى أَن يتَّخذ من دونه وَكيلا لِأَن الْمَخْلُوق لَا يسْتَقلّ بِجَمِيعِ حاجات العَبْد وَالْوكَالَة الْجَائِزَة أَن يُوكل الْإِنْسَان فِي فعل يقدر عَلَيْهِ فَيحصل للْمُوكل بذلك بعض مَطْلُوبه فَأَما مطالبه كلهَا فَلَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا الله وَذَلِكَ الَّذِي يُوكله لَا يفعل شَيْئا إِلَّا بِمَشِيئَة الله ﷿ وَقدرته فَلَيْسَ لَهُ أَن يتوكل عَلَيْهِ وَإِن وَكله بل يعْتَمد على الله فِي تيسير مَا وَكله فِيهِ فَلَو كَانَ الَّذِي يحصل للمتوكل على الله يحصل وَإِن توكل على غَيره أَو يحصل بِلَا توكل لَكَانَ اتِّخَاذ بعض المخلوقين وَكيلا أَنْفَع من اتِّخَاذ الْخَالِق وَكيلا وَهَذَا من أقبح لَوَازِم هَذَا القَوْل الْفَاسِد قَالَ تَعَالَى يَا أَيهَا النَّبِي حَسبك الله وَمن اتبعك من الْمُؤمنِينَ [سُورَة الْأَنْفَال ٦٤] أَي الله كافيك وكافي من اتبعك من
1 / 89