223

Jamic Latif

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

Noocyada

فصل فى آداب الشرب من زمزم وما ينبغى أن يقال عند ذلك

قال العلماء رحمهم الله: من أراد أن يشرب من ماء زمزم فينبغى له أن يأخذ السقاء بيده اليمنى ويستقبل الكعبة الشريفة ويقول: اللهم إنه بلغنى عن نبيك (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ماء زمزم لما شرب له، اللهم إنى أشربه لكذا ويذكر ما يريد ثم يشرب ويتنفس ثلاثا، ويسمى الله فى ابتداء كل مرة ويحمده عند فراغها لما روى أن محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر قال:

كنت عند ابن عباس رضى الله عنهما فجاءه رجل، فقال له: من أين جئت؟ قال: من زمزم قال:

فشربت كما ينبغى؟ قال: وكيف ذلك؟ قال: إذا شربت منها استقبل الكعبة واذكر اسم الله عز وجل ثم تنفس ثلاثا وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله تعالى فإن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال:

آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم. رواه البيهقى من طرق.

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه كان إذا شرب من ماء زمزم قال: اللهم إنى أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. قال العلماء: ولا يقتصر على هذا الدعاء بل يدعو بما أحب من أمور الدنيا والآخرة ويجتنب الدعاء بما فيه مأثمة (1).

وعن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم واستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبى الموالى حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ماء زمزم لما شرب له، وأنا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شرب.

فائدة: أخرج الأزرقى (رحمه الله) أن فى بئر زمزم ثلاث عيون: عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء أبى قبيس والصفا، وعين حذاء المروة.

ونقل الفاكهى عن العباس بن المطلب عن كعب الأحبار أن العين التى تجرى من جهة الحجر الأسود هى أغزر العيون الثلاثة: قال الجد (رحمه الله): إنها من عيون الجنة، والله أعلم.

Bogga 238