185

Jamic Latif

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

Noocyada

وطعن فى سند الحديث ومعناه، فأصبح وقد طعن أنفه واعوج، وقيل له: إى والله سفهاء مكة من أهل الجنة، سفهاء مكة من أهل الجنة، سفهاء مكة من أهل الجنة ثلاثا. فأدركه روع وخرج إلى الذى كان يكابره فى الحديث من علماء عصره، وأقر على نفسه بالكلام فيما لا يعنيه وفيما لم يحط به خبرا (1).

قال القاضى تقى الدين الفاسى (رحمه الله): بلغنى أن الرجل المنكر للحديث هو الإمام تقى الدين محمد بن اسماعيل بن أبى الصيف اليمنى الشافعى نزيل مكة ومفتيها، وأنه كان يقول: إنما الحديث أسفاء مكة أى المحزونون فيها على تقصيرهم، والله أعلم. انتهى (2).

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه (صلى الله عليه وسلم) قال لمقبرة مكة: نعم المقبرة هذه. وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: وقف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المقبرة يعنى مقبرة مكة وليس فيها يومئذ مقبرة قال: يبعث الله عز وجل من هذه البقعة أو من هذا الحرم سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب يشفع كل واحد منهم فى سبعين ألفا وجوههم كالقمر ليلة البدر، فقال أبو بكر رضى الله عنه ومن هم يا رسول الله؟ قال: هم الغرباء. قال الجد (رحمه الله) بعد أن ذكر هذا الحديث فى «منسكه»: وإنما ذكرت هذا الحديث فى فضل أهل الحرم، لأن الغرباء المدفونين فى الحرم صاروا من أهل الحرم فى الجملة، ويروى أن أهل مكة كانوا يلقبون فيما مضى بأهل الله، وهذا من أهل الله، ذكره الأزرقى وغيره.

أقول: المراد بأهل مكة قريش وبما مضى حال شركهم وكفرهم كما ذكره أهل السير ، فبالأولى أن يقال لهم بعد أن أكرمهم الله بدين الإسلام وأعزهم بنبيه (صلى الله عليه وسلم)، فطوبى لأهل مكة ثم طوبى. انتهى.

وعنه (صلى الله عليه وسلم)، أنه سأل الله عما لأهل بقيع الغرقد؟ فقال لهم الجنة، فقال يا رب ما لأهل المعلاة؟ قال: يا محمد سألتنى عن جوارك فلا تسألنى عن جوارى، والغرقد- بالغين المعجمة-.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عتاب بن أسيد

Bogga 199