Jamic Latif
الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف
Noocyada
فإذا ابتدأ بالحجر وجعل البيت على يساره كان قد ابتدأ باليمين والوجه معا فيجمع بين الفاضلين، ولو عكس ذلك فاته الجمع المذكور، ويمين البيت جميع الحائط الذى بين الركنين الأسود واليمانى ويسار البيت الحائط الذى عند الحجر- بكسر الحاء- ودبر البيت الحائط الذى فيه الباب المسدود. وإنما سمى الشام لأنه على شمال البيت، واليمن لأنه على يمين البيت. وسميت ريح الدبور لأنها تأتى من دبر البيت. وريح الشمال لأنها تأتى من شمال البيت.
الثالثة: كان النساء والرجال يطوفون معا مختلطين حتى ولى مكة خالد بن عبد الله القسرى لعبد الملك بن مروان ففرق بين الرجال والنساء وأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط، وسببه أنه بلغه قول بعض الشعراء:
يا حبذا الموسم من موفد
وحبذا الكعبة من مشهد
وحبذا اللاتى يزاحمننا
عند استلام الحجر الأسود
فقال. أما إنهن لا يزاحمنك بعد، فأمر بالتفريق (1).
الرابعة: أول من استصبح لأهل الطواف فى المسجد عقبة بن الأزرق بن عمرو، وكانت داره لاصقة بالمسجد من ناحية وجه الكعبة، فكان يضع فى جدار داره مصباحا كبيرا يضىء على وجه الكعبة أخرجهما الأزرقى (2).
فروع: الأول: قال الجد: الآتى بأسبوع بسكينة ووقار وتؤدة بحيث يطوف غيره أسابيع فى زمن طوافه الأسبوع مع تساوى أوصافهما فى الحضور والخشوع هل يستويان؟ قال المحب الطبرى: هذا يبنى على أن طول القيام فى الصلاة أفضل أم تكثير الركعات وهو يقتضى أفضلية الأسبوع. قال النسائى: ونص عليه الشافعى.
أقول: وهو مقتضى مذهب محمد بن الحسن من أصحابنا حيث قال: طول القنوت أحب إلى من كثرة الركوع والسجود، وهو محمول على المنفرد لقوله (صلى الله عليه وسلم): من أم قوما
Bogga 120