Jamic Bayan
جامع البيان في تفسير القرآن
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن شريك، قال: ثنا أبو حمزة فيما أعلم عن عامر، عن فاطمة بنت قيس أنها سمعته يقول: إن في المال لحقا سوى الزكاة. حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي حيان، قال: حدثني مزاحم بن زفر، قال: كنت جالسا عند عطاء، فأتاه أعرابي فقال له: إن لي إبلا فهل علي فيها حق بعد الصدقة؟ قال: نعم قال: ماذا؟ قال: عارية الذلول، وطروق الفحل، والحلب. حدثني موسى بن هارون، قال ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، ذكره عن مرة الهمداني في: { وآتى المال على حبه } قال: قال عبد الله بن مسعود: تعطيه وأنت صحيح شحيح تطيل الأمل وتخاف الفقر. وذكر أيضا عن السدي أن هذا شيء واجب في المال حق على صاحب المال أن يفعله سوى الذي عليه من الزكاة. حدثنا الربيع بن سليمان، قال: ثنا أسد، قال: ثنا سويد بن عبد الله، عن أبي حمزة، عن عامر، عن فاطمة بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" في المال حق سوى الزكاة "
وتلا هذه الآية: { ليس البر } إلى آخر الآية. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن زبيد اليامي، عن مرة بن شراحيل، عن عبد الله في قوله: { وآتى المال على حبه } قال: أن يعطى الرجل وهو صحيح شحيح به يأمل العيش ويخاف الفقر. فتأويل الآية: وأعطى المال وهو له محب حريص على جمعه، شحيح به ذوي قرابته فوصل به أرحامهم. وإنما قلت: عنى بقوله: { ذوي القربى } ذوي قرابة مؤدي المال على حبه للخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره فاطمة بنت قيس، وقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل: أي الصدقة أفضل؟ قال:
" جهد المقل على ذي القرابة الكاشح "
وأما اليتامى والمساكين فقد بينا معانيهما فيما مضى. وأما ابن السبيل فإنه المجتاز بالرجل. ثم اختلف أهل العلم في صفته، فقال بعضهم: هو الضيف من ذلك. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وابن السبيل } قال: هو الضيف قال: قد ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت "
قال: وكان يقول:
" حق الضيافة ثلاث ليال، فكل شيء أضافه بعد ذلك صدقة "
وقال بعضهم: هو المسافر يمر عليك. ذكر من قال ذلك: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن جابر، عن أبي جعفر: { وابن السبيل } قال: المجتاز من أرض إلى أرض. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وقتادة في قوله: { وابن السبيل } قال: الذي يمر عليك وهو مسافر. حدثني المثنى، قال: ثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك، عمن ذكره، عن ابن جريج، عن مجاهد وقتادة مثله. وإنما قيل للمسافر ابن السبيل لملازمته الطريق، والطريق هو السبيل، فقيل لملازمته إياه في سفره ابنه كما يقال لطير الماء ابن الماء لملازمته إياه، وللرجل الذي أتت عليه الدهور ابن الأيام والليالي والأزمنة، ومنه قول ذي الرمة:
وردت اعتسافا والثريا كأنها
Bog aan la aqoon