220

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

دحية بن خليفة قال: وجهني النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الروم بكتابه وهو بدمشق، فناولته كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقبل خاتمه، ووضعه تحت شيء كان عليه قاعدا، ثم نادى فاجتمع البطارقة وقومه وقام على وسائد بنيت له، وكذلك كانت فارس والروم، ولم يكن لها منابر، ثم خطب أصحابه، فقال: هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشرنا به المسيح من ولد إسماعيل بن إبراهيم.

قال: فنخروا نخرة.

قال: فأومأ بيده أن اسكتوا، ثم قال: إنما جربتكم كيف نصرتكم للنصرانية.

قال: فبعثه إلي من الغد سرا، فأدخلني بيتا عظيما فيه ثلثمائة وثلاث عشرة صورة، فإذا هي صور الأنبياء المرسلين، قال: انظر أين صاحبك من هؤلاء؟

قال: فرأيت صورة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ينطق، قلت: هذا.

قال: صدقت.

فقال: صورة من هذا عن يمينه؟ قلت: رجل من قومه يقال له أبو بكر الصديق.

قال: فمن ذا عن يساره؟ قلت: رجل من قومه يقال له عمر بن الخطاب.

قال: أما إنا نجد في الكتاب أن بصاحبيه هذين يتم الله هذا الدين.

قال: فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فقال: «صدق، بأبي بكر وعمر يتم الله هذا الدين ويفتح».

Bogga 280