203

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

قلت: لامرأة من الأنصار، جعلتني في حائط لها. قال: «يا أبا بكر».

قال: لبيك. قال: «اشتره».

فاشتراني أبو بكر، فأعتقني، فلبثت ما شاء الله أن ألبث، ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله ما تقول في دين النصارى؟ قال: «لا خير فيهم، ولا في دينهم».

فدخلني أمر عظيم، فقلت في نفسي: هذا الذي كنت معه، ورأيت ما رأيت، ثم رأيته أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه، لا خير في هؤلاء ولا في دينهم؟!! فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} إلى آخر الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علي بسلمان».

فأتى الرسول وأنا خائف، فجئت حتى قعدت بين يديه فقرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} إلى آخر الآية، يا سلمان إن أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى، إنما كانوا مسلمين».

فقلت: يا رسول الله، فوالذي بعثك بالحق لهو الذي أمرني باتباعك، فقلت له: وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه فأتركه؟ قال: نعم فاتركه، فإن الحق وما يحب الله فيما يأمرك به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح عال في إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه، ولم يخرجاه.

قلت: منعهما من تخريجه -والله أعلم- ضعف علي بن عاصم،

Bogga 263