202

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

فقال لي المقعد: يا غلام، احمل علي ثيابي حتى أنطلق فأبشر أهلي، فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي، فخرجت في أثره أطلبه، فكلما سألت عنه قالوا: أمامك، حتى لقيني ركب من كلب ، فسألتهم، فلما سمعوا لغتي أناخ رجل منهم على بعيره، فجعلني خلفه، حتى أتوا بي بلادهم فباعوني، فاشترتني امرأة من الأنصار، فجعلتني في حائط لها.

وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرت به فأخذت شيئا من تمر حائطي فجعلته على شيء، ثم أتيته فوجدت عنده ناسا، وإذا أبو بكر رضي الله عنه أقرب الناس إليه فوضعته بين يديه، فقال: «ما هذا»؟

قلت: صدقة. فقال للقوم: «كلوا».

ولم يأكل، ثم لبثت ما شاء الله، ثم أخذت مثل ذلك، فجعلته على شيء، ثم أتيته به، فوجدت عنده ناسا، وإذا أبو بكر رضي الله عنه أقرب القوم منه فوضعته بين يديه، فقال لي: «ما هذا»؟

قلت: هدية. فقال: «بسم الله»، فأكل وأكل القوم.

قال: قلت في نفسي: هذه من آياته، كان صاحبي رجلا أعجميا لم يحسن أن يقول: "تهامة"، قال: "تهمة"، وقال: أحمد.

فدرت خلفه صلى الله عليه وسلم ففطن لي فأرخى ثوبه، فإذا الخاتم في ناحية كتفه الأيسر فتبينته، ثم درت حتى جلست بين يديه، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: «من أنت»؟

قال: قلت: مملوك. قال: فحدثته حديثي، وحديث الرجل الذي كنت معه وما أمرني به. قال: «لمن أنت»؟

Bogga 262