200

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

قلت: ما أنا بمفارقك.

قال: أنت أعلم.

قال: فقالوا: يا أبا فلان فإنا نخاف على هذا الغلام.

قال: فهو أعلم، قد أعلمته الحال، وقد رأى ما كان قبل هذا.

قلت: لا أفارقك.

قال: فبكوا وودعوه.

وقال لهم: اتقوا الله وكونوا على ما أوصيتكم به، فإن أعش فعلي أرجع إليكم، وإن مت فإن الله حي لا يموت، فسلم عليهم وخرج وخرجت معه يمشي واتبعته يذكر الله ولا يلتفت ولا يقف على شيء حتى إذا أمسينا قال: يا سلمان، صل أنت ونم وكل واشرب، ثم قام هو يصلي (إلى أن انتهى) إلى بيت المقدس، وكان لا يرفع طرفه إلى السماء إذا أمسى حتى انتهينا إلى باب المسجد، وإذا على الباب مقعد، فقال: يا عبد الله، قد ترى حالي فتصدق علي بشيء، فلم يلتفت إليه ودخل المسجد ودخلت معه، فجعل يتبع أمكنة من المسجد يصلي فيها، ثم قال: يا سلمان، إني لم أنم منذ كذا وكذا ولم أجد طعم النوم، فإن أنت جعلت أن توقظني إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا نمت، فإني أحب أن أنام في هذا المسجد وإلا لم أنم.

قال: قلت فإني أفعل.

Bogga 260