199

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

ذكر الله، واعلموا أن عيسى ابن مريم عليهما السلام كان عبد الله، أنعم الله عليهم.

ثم ذكروني فقالوا له: يا فلان، كيف وجدت هذا الغلام.

فأثنى علي وقال خيرا، فحمدوا الله عز وجل، وإذا خبز كثير وماء كثير فأخذوا وجعل الرجل يأخذ ما يكتفي به، وفعلت، فتفرقوا في تلك الجبال، ورجع إلى كهفه ورجعت معه، فلبثنا ما شاء الله يخرج في كل يوم أحد ويخرجون معه، ويحفون به ويوصيهم [بما كان يوصيهم] به.

فخرج في أحد، فلما اجتمعوا حمد الله ووعظهم، وقال مثل ما كان يقول لهم، ثم قال لهم آخر ذلك: يا هؤلاء، إنه قد كبر سني ورق عظمي واقترب أجلي، وأنه لا عهد لي بهذا البيت منذ كذا وكذا، ولا بد لي من إتيانه، فاستوصوا بهذا الغلام خيرا، فإنه رأيته لا بأس به.

قال: فجزع به القوم، فما رأيت مثل جذعهم، وقالوا: يا أبا فلان أنت كبير، وأنت وحدك، ولا نأمن أن يصيبك الشيء فتنأى عنا أحوج ما كنا إليك.

قال: لا تراجعوني لا بد من إتيانه، ولكن استوصوا بهذا الغلام خيرا، وافعلوا وافعلوا.

قال: فقلت: ما أنا بمفارقك.

فقال: يا سلمان، قد رأيت حالي وما كنت عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمشي وأصوم والنهار وأقوم الليل ولا أستطيع أن أحمل معي زادا ولا غيره، وأنت لا تقدر على هذا.

Bogga 259