161

Jamic Athar

جامع الآثار في السير ومولد المختار

Noocyada

قال: وحدثنا معاذ بن محمد الأنصاري، عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أهله، عن عمرو بن أمية -دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، وكتب لهم كتبا .. ، وذكر بقيته.

وفيه قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب الأسدي -وهو أحد الستة- إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه للإسلام، وكتب معه كتابا، قال شجاع رضي الله عنه: فانتهيت إليه وهو ب"غوطة دمشق"، وهو مشغول بتهيئة الإنزال والألطاف لقيصر وهو جاء من حمص إلى إيلياء، فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه.

فقال: لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا، وجعل حاجبه وكان روميا اسمه: "مري" يسألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أحدثه عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدعو إليه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول: إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي بعينه، وأنا أومن به وأصدقه وأخاف من الحارث أن يقتلني.

قال: فكان يكرمني ويحسن ضيافتي.

وخرج الحارث يوما فجلس ووضع التاج على رأسه، فأذن لي، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأه ثم رمى به وقال: من ينتزع مني ملكي، أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته، علي بالناس، فلم يزل يفرض حتى قام وأمر بالخيول تنعل، ثم قال: أخبر صاحبك بما ترى،

Bogga 221