قيل له: نعم، نصفه بأنه نور السموات والأرض يهدي من الضلالة لنوره من يشاء، ولا نقول: إنه ضياء مثل الأنوار المخلوقة؛ لأنه خلق الظلمات والنور.
فإن قال: أتصفونه بأنه عتيق؟
قيل له: لا؛ لأنه لم يصف نفسه بذلك، ولا يجوز أن يوصف البارئ بغير ما وصف به نفسه.
فإن قال: أفنصفه بأنه نفس؟
قيل له: نعم، نصفه كما قال: {ويحذركم الله نفسه}، أي: يحذركم إياه أن يعاقبكم إن عصيتموه، ولا أذهب إلى غيره، ولا أن له نفسا منفوسة، تعالى الله عن الأشياء، كما يقول القائل: أخشى عليك نفسي، وكما يقول: حملت نفسي على الخطر، إنما يعني (أي): أنا فعلت أو أنا أفعل، لا يذهب إلى النفس دون غيرها من الإنسان.
فإن قال: أفتصفونه بأن له وجها؟
قيل له: نصفه كما وصف نفسه، كما قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله}. قال بعض المسلمين: {فثم وجه الله} لا يذهب إلى الوجه دون غيره، وإنما خاطب العرب بما يعقلونه ويعرفونه. يقول قائلهم: هذا وجه الأمر؛ يعني: هذا هو الأمر، يعني: الحق. وقال: {وجوه يومئذ باسرة}؛ يعني: الإنسان بكليته.
وقال: {فولوا وجوهكم شطره} إنما ذلك أن يستقبل الإنسان الكعبة بكليته في صلاته؛ لأنه يحبس وجهه، وإن كان مستديرا، ومثل هذا كثير في اللغة.
فإن قال: له عين؟
قيل له: إن أردت عينا في الجسد مركبة فتعالى الله عن كل شبيه، وإن أردت عينا كما وصف في كتابه فجائز أن يقال كما قال: {ولتصنع على عيني}؛ أي: بحفظي، كما يقال: أنت بعيني؛ أي: بحفظي، فذلك جائز أن يوصف كما وصف نفسه في كتابه، وما خالف الكتاب فلا يجوز. /28/
فإن قال: قد قال: {تجري بأعيننا}.
Bogga 38