وقوله: {والله بما تعملون خبير}. وقوله: {ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم}. قال: لا يكلمهم بما يسرهم ولا يبشرهم ولا ينظر إليهم برحمته.
فإن قال: قوله تعالى: {فأتى الله بنيانهم من القواعد}؟ قال: أتى أمره وعقوبته.
فإن قال: فقوله: {يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملآئكة}.
قال: يأتي الله بالقضاء والفصل، وينزل الملائكة والغمام، وقضي الأمر بينهم.
قال: وقوله: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملآئكة أو يأتي ربك}.
قيل له: يأتي أمر ربك بالقضاء والفصل، وليس ربنا بزائل ولا متحول ولا يشبه بخلقه في شيء من حالاتهم.
مسألة: [وما قدروا الله حق قدره]
- وسأل فقال: ما تأويل: {ما قدروا الله حق قدره}؟
قيل له: ما عرفوه حق معرفته.
وكذلك سأل عن قوله: {هل تعلم له سميا}، فهو أن ليس لله مثل ولا شبه ولا نظير، فلا تضربوا لله الأمثال، ولا تشبهوه بخلقه في شيء من حالاتهم، ولا في وجه من الوجوه، وإن اشتبهت الأسماء فلا تشبيه في الأجسام.
- وسأل فقال: هل يجوز أن يقال: إن الله قوي؟
قيل له: القوي تحتمل معان. فإن قلت: إنه قوي قادر فنعم، وإن أردت بالقوة الملك /27/ والغنى فالله تعالى هو الملك القاهر، وهو الغني عن كل شيء، وقد قال في كتابه تعالى: {ذو القوة المتين}.
وإن أردت بالقوة شدة البطش، فقد قال: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}، وقال: {وهو شديد المحال}، فالقوة من طريق شديد المحال جائزة، وشدة البطش الأخذ.
وأما إن أردت أنه قوي الجسم، أو قوي مثل العرض الذي في الأجسام فتعالى الله عن ذلك.
مسألة: [وصف الله بالنور]
- وسأل فقال: أتصفون الله بأنه نور؟
Bogga 37