قيل لهم: فما الفرق بينكم وبين من قال: لا معدوم ولا موجود ولا معلوم ولا مجهول ولا شيء ولا لا شيء، وهل من فرق؟ وإذا ثبتوا على ذلك تجاهلوا؟ وكذلك من قال: علم الله غيره جعله عالما بعلم هو غيره؟ وقد مضى الجواب فيما تقدم عليه.
ومن جعل علم الله محدثا أثبت أنه لم يكن يعلم ثم علم، وتعالى الله عن هذه الصفة علوا كبيرا، بل هو الله العالم الذي لم يزل عالما بما يكون، وقادرا حيا قيوما سميعا بصيرا كما وصف نفسه في كتابه، ولا نصفه إلا كما وصف نفسه في كتابه من أسمائه، أنه الله الذي {لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض}، فأخبر الله أنه الله الحي وأثبت له الحياة، ونفى أن يكون إله غيره بقوله: {لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} نفى عن نفسه ما يجري على الخلق من السنة والنوم، {له ما في السماوات وما في الأرض} يعني ذلك: له كله وبيده، كما قال: {بيده ملكوت كل شيء}، وقال: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون}.
Bogga 24