ووجه آخر من الدليل أن العرب تسمي الركوع سجودا والسجود ركوعا، وهو ما قال الله تعالى: ? { وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب } (¬1) والركوع ها هنا السجود أي خر ساجدا. وكذلك قوله تعالى: ?يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } (¬2) أي اسجدي مع الساجدين، والله أعلم. والعرب تقول للشيخ إذا انحنى من الكبر: سجد، وتقول للنخل إذا مالت: نخل سواجد، وسجد الجمل إذا خفض رأسه، وهو معروف في اللغة، ويدل على ذلك قول لبيد شعرا (¬3) :
أليس ورائي إن تراخت منيتى لزوم العصا تحنى عليها الأصابع.
أخبر أخبار القرون التي مضت أدب كأني كلما قمت راكع
والعرب تسمى السجود ركوعا والركوع سجودا
والسنة فى الوضوء للصلاة ست خصال: التسمية، وغسل اليدين، والاستنجاء ، والمضمضة، والاستنشاق، والمسح بالأذنين؛ والحجة في التسمية قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا وضوء لمن لا يذكر اسم الله على وضوئه" (¬4) الفائدة في هذا ما يتصرف الإنسان من الطاعات فأرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاعتصام بذكر الله في تصرفنا فيما أردناه من الطاعات لله عز وجل، والحجة في غسل اليدين قوله عليه السلام: " إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده" والحجة فى الإستنجاء بظاهر التنزيل وهو ما أثبته من المدح لأهل قبا قول الله تبارك وتعالى { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } ؛والحجة فى المضمضة والاستنشاق هو ما
¬__________
(¬1) سورة ص: 24.
(¬2) آل عمران: 43.
(¬3) ساقطة من (ج).
Bogga 169