رواه أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي عن محمد إسحاق الكلبي وأبي صالح ورواه أيضا عن رجاله زايدة بن قدامة قال كان جماعة من الأعراب قد دخلوا المدينة ليتماروا منها فشغل الناس عنهم بموت رسول الله صلى الله عليه وآله فشهدوا البيعة وحضروا الأمر فأنفذ إليهم عمر واستدعاهم وقال لهم خذوا بالحظ من المعونة على بيعة خليفة رسول الله واخرجوا إلى الناس واحشروهم ليبايعوا فمن امتنع فاضربوا رأسه وجبينه، قال والله لقد رأيت الأعراب تحزموا، واتشحوا بالأزر الصنعانية وأخذوا بأيديهم الخشب وخرجوا حتى خبطوا الناس خبطا وجاؤا بهم مكرهين إلى البيعة وأمثال ما ذكرناه من الأخبار في قهر الناس على بيعة أبي بكر وحملهم عليها بالاضطراب كثيرة ولو رمنا إيرادها لم يتسع لهذا الكتاب فإن كان الذي ادعاه المخالف من إكراه من أكره على بيعة أمير المؤمنين (ع) دليلا على فسادها مع ضعف الحديث بذلك فيكون ثبوت الأخبار بما شرحناه من الأدلة على بيعة أبي بكر موضحة عن بطلانها.
كراهة المسلمين استخلاف عمر:
هذا والأمة مجتمعة على أن أبا بكر لما أراد استخلاف عمر بن الخطاب حضره وجوه المهاجرين وفيهم طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص فقالوا ما تقول لربك إذا وليت علينا هذا الفض الغليظ وإنا لم نكن نطيقه وهو رعية لك فكيف إذا ولي الأمر، فاتق الله في الإسلام وأهله ولا تسلطه على الناس، فغضب أبو بكر وقال اجلسوني فأجلس واستند إلى صدور الرجال من ضعفه ثم قال لهم: أبالله تخوفوني إن كل واحد منكم قد طمع في هذا الأمر، فلما سمع ما أريده لعمر ورم لذلك أنفه قال وقد رأيتم ما جاءته فعملتم على التأمر واستعمال الستور
Bogga 59