فليس بى إلى ذكر جميع العلامات الفراسية التى ذكرها فى المقالة الثانية والسادسة من كتاب أبيذيميا حاجة، ولكنى أقتصر على هذا القول وحده ليكون شهادة، قال: من كان العرق الذى فى ساعده ينبض بسرعة، فهو جنونى حاد الغضب، ومن كان هذا العرق منه ينبض بسكون، فإنه يكون كليلا، الذى يريد بقوله هذا هو أن الناس الذين يكون الشريان الذى فى ساعدهم يضرب مجسه الذى يجسه ضربا قويا هو جنونيون ذوو حدة عند الغضب. وقد بينت مرارا كثيرة أن القدماء كانوا يسمون الشريانات عروقا، إلا أنهم لم يكونوا يسمون جميع حركات الشريانات نبضا، خلا الحركة التى يحسها الإنسان وهى لا محالة القوية. وأما أبقراط فإنا نجده أول مرتبكا بهذه العادة التى غلبت من بعد، وذاك أنه قد ذكر فى بعض المواضع النبض وأراد به جميع حركات الشريانات أيتها كانت، وأما فى هذا الكلام فإنه استعمل العادة القديمة واستدل بحركة الشريان القوية على الإنسان أنه جنونى حاد الغضب، وذلك لأن الشريانات تنبض هذا النبض من قبل كثرة الحرارة قى القلب، وكثرة الحرارة تجعل الناس جنونيين ذوى حدة فى الغضب وبرودة المزاج تجعلهم كسالى ذوى توانى وإبطاء وعسر الحركة.
[chapter 9] (الباب التاسع فى الرد على زعم بعض الأفلاطونيين المدعين القائلين فى أن تأثير البدن على النفس لا يكون إلا فى حالة المرض، وذلك تبعا لما ورد فى كتاب طيماوس وكتاب النواميس، وفى قول فى وظيفة المزاج)
Bogga 32