إن الرياضة فى ابتدائها، وما دامت لم تجاوز المقدار المعتدل، تصير النبض قويا عظيما، سريعا، متواترا. فإن كثرت، وجاوزت مقدار قوة صاحب التعب، صار النبض سريعا، صغيرا، ضعيفا، فى غاية التواتر. فإذا جاوزت الرياضة المقدار المعتدل كثيرا حتى تفرط، ويصير صاحبها إلى أن لا يقدر على الحركة إلا بكد، وبعد استراحة طويلة المدة، أو إلى أن لا يقدر على الحركة وإن استراح، لكن يسترخى، ويخور جدا، صار النبض صغيرا جدا، ضعيفا، بطيئا، متفاوتا. فإن صار صاحب الرياضة إلى الانحلال من القوة، فإن نبضه يصير إلى حال نبض من قد انحلت قوته.
وسنصف بعد قليل كيف يكون النبض إذا انحلت القوة.
وأما الاستحمام فما كان منه بالماء الحار، فإنه يجعل النبض عظيما، سريعا، متواترا. ويزيد فى قوته ما دام الاستحمام بمقدار معتدل.
فإن جاوز المقدار المعتدل، فإنه يجعل النبض صغيرا، ضعيفا، إلا أنه يكون عند ذلك أيضا سريعا، متواترا.
Bogga 45