============================================================
اس من صح زهده في الخلق صحت رغبتهم فيه، وانتفعوا بكلامه وبالنظر إليه.
إذا صح زهد القلب في الخلق، وزهد السر في جميع ما عند الحق عز وجل سوى القرب، كان القرب في الدنيا خليله، وفي الآخرة أنيسه.
إذا علمت الخلق بعلم الله، وعرفتهم بمعرفته غابت عنك صفاتهم، ينعدم عندك الجن والأنس والملك، يوصف قلبك بصفة أخرى، وكذلك سرك يتنخى عن قشرة وجودك قشر عادة بني آدم عليه السلام. يأتي الحكم فيصير قميصا عليك، فتكون في الأرض متلبسأ بأمر نفسك، وخلق ربك عز وجل وأمره، ويأتي (8/] العلم ( الرباني الالهي، فيصير قميصا على قلبك وسرك. لا تنعزل في صومعتك مع الجهل؛ فإن الانعزال مع الجهل فساد كلي؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه) وسلم: "تفقه ثم اعتزل"(34). لا ينبغي لك أن تقعد في صومعة وعلى وجه الأرض شيء تخافه وترجوه، لا ينبغي لك سوى مخوف واحد وهو الله عزوجل. العبادة بترك العادة. لا كانت(35) العادة حتى تصير موضع العبادة.
لا تطلبوا التعلق (36) بالدينا والآخرة والخلق، وتعلقوا بالحق عزوجل.
لا تبهرجوا(37)؛ فإن الناقد بصير، ما يأخذ منكم إلا بمحك: (34) ذكره الغزالي في الإحياء 236/2 عن النخعي. ورواه أبو نعيم عن الربيع بن خيثم . وراه أحمد في الزهد عن مطرف أنه قال: تفقهوا ثم اعتزلوا وتعبدوا. انظر الكشف للعجلوني، (35) قصد بها الدعاء بالذم.
(36) نقص من (ا).
(37) البهرج: الانتقال من الاستواء إلى غير الاستواء. انظر مادة بهرج، لسان العرب.
Bogga 82