62

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

والشيئية باعتبار آخر ، أعم من الوجود من وجه ( لوحة 261 ) ، وأخص | | من وجه : أما وجه عمومها ، فلأنها تقال عليه ، وعلى الماهية المفروضة له .

وأما وجه خصوصها ، فلأن الوجود يقال على الماهية المخصصة ، وعلى | اعتبار الشيئية اللاحقة بها ، لأن لها وجودا ، ولو في الذهن .

وباعتبار ثالث ، هما - أعني - الشيئية والوجود لفظان مترادفان ، ينقسم | معناهما إلى : عيني وذهني .

وإذا أطلق الوجود ، ففي الغالب يراد به العيني . والوجود في الأعيان | لا ما به يكون الشيء في الاعيان ، ولو كان الشيء في الأعيان بكونه في الأعيان ، | لتسلسل إلى غير النهاية ، فمما كان يصح كون الشيء في الأعيان فإذن الوجود | الذي هو الكون في الأعيان ، هو الموجود به .

ولا يتبين من هذا المفهوم أنه كون في الأعيان لشيء ، بل هو قد يكون | لشيء ما ، وقد لا يكون من حيث المفهوم ، وإلا أن يمنع من ذلك دليل منفصل .

والوجود لا يحمل على ما تحته حمل المواطأة ، بل حمل التشكيك ، فإن | وجود العلة أقوى من وجود المعلول ، وأقدم ، وكذا وجود الجوهر بالنسبة إلى | وجود العرض ، ووجود العرض القار أقوى من وجود العرض الغير القار ، | والإضافي أضعف من غير الإضافي .

ولو لم يكن مفهوم الوجود مفهوما واحدا ، لما أمكننا أن نجزم بصدقه على | كل موجود من الموجودات ، ولا أن نجزم بأنه متى كذب العدم على الشيء ، | صدق الوجود عليه ، لاحتمال كذبهما معا .

وكون الوجود تصوره بديهي ، وكونه مفهوما واحدا ومقولا بالتشكيك ، | ليس مما يحتاج فيه إلى إقامة برهان . والذي ذكر في بيانه إنما هو تنبيه لا | برهان ، وعموميته اللازم ، لا عمومية الجنس ، ولا المقوم الذاتي ، كيف كان .

Bogga 212