413

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Tifaftire

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

وأما الذي يكون فعله من كماله من غير أن يحصل به كمالا آخر ، | فالطلب فقط ، هو الذي يكون أولى به ، دون المطلوب . وليس ذلك | الطلب زائدا على ذاته ، كما عرفت ، بل هو ذاته ، وإنما تختلف الأسامي | باختلاف الاعتبارات .

ونحن إذا استقرأنا ( لوحة 367 ) الممكنات ، لم نجد شيئا منها | خاليا من وقوع ظل الواجب عليه ، وذلك هو كماله وإن تفاوت .

ولو خلا عن ذلك الكمال ، لما كان موجودا . وذو الكمال ينزع | بطبيعته إليه ، إذ هو خيرية هويته ، فلا يزال عاشقا له ، إذا كان حاصلا ، | ومشتاقا إليه ، إذا كان مفقودا .

وظاهر أن الحي من الموجودات لا ينفك عن العشق البتة ، لا في | حال حصول كماله ، ولا في حال فقده . وغير الحي من الموجودات ، | إن كان نباتا فله بحسب القوة الغاذية شوق إلى حصول الغذاء ، عند | حاجة المادة إليه ، وشوق إلى بقائه بعد استحالته إلى طبيعته ، وبحسب | القوة المنمية شوق إلى تحصيل الزيادة الطبيعية المناسبة ، في أقطار | المغتذي .

وبحسب القوة المولدة شوق إلى تهيئة مبدأ الكائن الذي هو من | جنس ما هي فيه . وهذه القوى مهما وجدت لزمتها هذه الطبائع | العشقية ، فإذن هي في طبائعها عاشقة أيضا .

وغير النبات مما ليس بحي ، إن كان هيولي فمتى عريت عن | صورة ، بادرت إلى الاستبدال عنها بصورة أخرى ، إشفاقا عن ملازمة | العدم المطلق .

وإن كان صورة فهي تلازم موضوعها ، وتنافي مستحميها عنه ، | ولا تزال ملازمة لكمالاتها ومواضعها الطبيعية ، إن كانت فيها ، ومتحركة | شوقا إليها متى باينتها ، وكذا كل الأعراض ، فإن عشقها ظاهر بالجد | في ملازمة الموضوع ، وذلك بين في ملاحتها الأضداد في الاستبداد به . |

Bogga 577