366

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

وقد عرفت أن ذلك محال ، فبقي أن تكون العلة لجملة الممكنات | الموجودة ، هو الخارج عنها . والخارج عن مجموع الممكنات لو كان | ممكنا ، لكان من تلك الجملة ، لا خارجا عنها ، فهو إذن واجب الوجود | ( و ) لا بد .

الطريق الثاني : لو كان كل موجود ممكنا مع أنه لا بد لكل ممكن | من علة موجودة معه ، فإن كانت تلك العلة ممكنة أيضا افتقرت إلى علة | أخرى ممكنة ، وهلم جرا . فإن كان في تلك المعلولات ما هو علة لعلته | القريبة أو البعيدة ، فذلك هو الدور ، وإن لم يكن فيها ما هو كذلك ، | فهو التسلسل ، وكلاهما محالان ، كما مر .

الطريق الثالث : كل جملة كل واحد منها معلول ، سواء كانت | تلك الجملة متناهية ، أو غير متناهية ، فإنها تقتضي علة خارجة عن | آحادها موجودة معها ، لأنها إن لم تقتض علة أصلا ، فهي واجبة غير | معلولة . وهذا وإن كان نفس مطلوبنا ، فهو في مثل هذه الصورة محال . | لأن كل مجموع يتركب من آحاد ، فهو واجب بآحاده ، لا بذاته .

وأعني بالجملة ههنا : ما هو كالعشرة الحاصلة من آحادها ، التي | لم يحصل عند اجتماع أجزائها شيء ، غير الاجتماع ، مثل : هيئة أو | وضع أو مزاج معد لقبول ما صار به المجتمع نوعا . فإن كانت هذه | الجملة معلولة الآحاد بأسرها ، لزم أن يكون الشيء علة لنفسه . وإن | كانت معلولة بعض الآحاد ، فليس بعض الآحاد أولى بذلك من بعض . | بل أي بعض فرض أنه علة الجملة ، فعلته أولى منه بذلك ، بخلاف | ما لو فرضنا الجملة مركبة من واجب وممكن ، فإن الأولوية للواجب | ظاهرة حينئذ ، فلا بد وأن تكون معلولة لما هو خارج عن الآحاد كلها . | والخارج عن كل الممكنات جملة وآحادا ، هو بالضرورة واجب الوجود .

Bogga 529