256

Cusub ee Xikmadda

الجديد في الحكمة

Baare

حميد مرعيد الكبيسي

Daabacaha

مطبعة جامعة بغداد

Sanadka Daabacaadda

1403م-1982م

Goobta Daabacaadda

بغداد

فلا نجد ضروريا في إدراك مفهوم ( أنا ) إلا الحياة ، التي هي وجود | الشيء عند نفسه ، فهي مفهوم ( أنا ) ، دون ما وراءها ، وجوديا كان أو | | عدميا ، لازما أو مفارقا ، ولا يلزم أن تكون الحياة حاصلة لشيء لا حياة | له في حد ذاته ، كالأجسام .

فإنه لو كان وجودها هو بعينه كونها بحيث تصدر عنها أفعال الحياة ، | لكان مفهوم الجسم ، هو مفهوم الحياة الحاصلة له . فكان كل جسم حيا | بتلك الحياة ، وإن كان لها ذلك ، لأنها أجسام ما فقد تخصصت بأمر | ما ، وليس بجسم فلا يمتنع أن يكون وجوده بعينه كونه بهذه الصفة .

والحياة ليست ما به يكون الشيء حيا ، بل حياة | الشيء حيثيته ، على قياس ما قيل في الوجود .

والنفس الانسانية ليس لها من الحياة إلا إدراك ذاتها . وأما | إدراك غيرها وأفاعيلها ، فالقوى البدنية ، وبقوتها العقلية . فإذن | حياتها من دون ذلك حياة ناقصة : يعرض لها الكمال تارة وتفتقده | أخرى .

وتختلف النفوس في مراتب الكمال والنقصان بحسب ذلك . ولو | فرضت النفس آنية تدرك ذاتها ، بمعنى أن يكون إدراكها لذاتها صفة هي | غيرها ، لتقدمت لذاتها على الادراك ، فكانت مجهولة ، وهو محال .

وإذا لم يزد إدراكها لذاتها على ذاتها ، فلا يتصور أن تغفل | عن ذاتها البتة .

وإذ قد ثبت وجود النفس ، وثبت أيضا أنه لا يجوز أن تحل معقولاتها | في جسم ، فهي غير متصلة بالبدن ، بل ولا بجملة العالم الجسماني ، ولا | منفصلة عنه ، بمعنى الانفصال الذي يقابل الاتصال ، مقابلة العدم للملكة | وكذلك معقولاتها لا يتصور عليها الاتصال بالأجسام والانفصال عنها ، | بذلك المعنى .

ولا يقدم في ذلك قول القائل مشيرا إلى نفسه : دخلت وخرجت | وصعدت ونزلت ، مع أن الدخول والخروج والصعود والنزول ، من | خواص الأجسام والجسمانيات ، فإن التمسك بمجرد الألفاظ لا حاصل له . |

Bogga 414