غَرِيب العزيزي وَهُوَ مُحَرر سهل المأخذ وَلأبي حَيَّان فِيهِ تأليف لطيف فِي غَايَة الِاخْتِصَار وتتأكد الْعِنَايَة بِهِ
الثَّانِي المعرب بتَشْديد الرَّاء وَهُوَ لفظ استعملته الْعَرَب فِي معنى وضع لَهُ فِي غير لغتهم وَاخْتلف فِي وُقُوعه فِي الْقُرْآن فَقَالَ قوم نعم كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بهَا والأواه الرَّحِيم بهَا والتسجيل الطين المشوي بِالْفَارِسِيَّةِ والقسطاس الْعدْل بالرومية وجمعت نَحْو سِتِّينَ لفظا ونظمت فِي أَبْيَات وَمِنْهَا الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية اللَّيْل وَغَيرهَا وأنكرها الْجُمْهُور وَقَالُوا بالتوافق أَي بِأَنَّهَا عَرَبِيَّة وَافَقت فِيهِ الغة الْعَرَب لُغَة غَيرهم حذرا من أَن يكون فِي الْقُرْآن لفظ غير عَرَبِيّ وَقد قَالَ تَعَالَى ﴿قُرْآنًا عَرَبيا﴾ وَقد أجَاب غَيرهم بِأَن هَذِه الْأَلْفَاظ القليلة لَا تخرجه عَن كَونه عَرَبيا فالقصيدة الْعَرَبيَّة الَّتِي فِيهَا كلمة فارسية لَا تخرج بهَا عَن كَونهَا عَرَبِيَّة وَبِالْعَكْسِ
الثَّالِث الْمجَاز وَسَيَأْتِي أَنه اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِي غير مَا وضع لَهُ وَله أَنْوَاع كَثِيرَة جدا بسطناها فِي التحبير وَلابْن عبد السَّلَام فِي مجَاز الْقُرْآن تصنيف وَالْمَذْكُور هُنَا من أَنْوَاعه اخْتِصَار حذف وهما متقاربان نَحْو ﴿فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو على سفر فَعدَّة﴾ أَي فافطر فَعدَّة أَنا أنبئكم بتأويله فأرسلون يُوسُف أَي فَأَرْسلُوهُ فجَاء فَقَالَ يَا يُوسُف ترك خبر نَحْو فَصَبر جميل أَي صبري مُفْرد ومثنى وَجمع عَن بَعْضهَا أَي إستعمال كل وَاحِد من الثَّلَاثَة مَوضِع الآخر مِثَال الْمُفْرد عَن الْمثنى وَالله وَرَسُوله أَحَق أَن يرضوه أَي يرضوهما وَعَن الْجمع ﴿إِن الْإِنْسَان لفي خسر﴾ أَي إِلَّا ناسى بِدَلِيل الِاسْتِثْنَاء مِنْهُ ﴿وَالْمَلَائِكَة بعد ذَلِك ظهير﴾
وَمِثَال الْمثنى عَن الْمُفْرد القيافي جَهَنَّم أَي ألق وَعَن الْجمع ﴿ثمَّ ارْجع الْبَصَر كرتين﴾ أَي كرة بعد كرة وَمِثَال الْجمع عَن الْمُفْرد رب إرجعون
1 / 37