217

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Noocyada

وينبغى له أنه إذا رجع إلى باب الله تعالى وخرج من بابه أن يتصدق بشىء على الفقراء والمساكين؛ فإن ذلك سبب للسلامة.

وينبغى له أن يرتب الزاد ونفقة الطريق من وجه حلال، ويحترز من الحرام؛ لقوله (عليه السلام): «إذا خرج الرجل حاجا بنفقة طيبة، ووضع رجله ونادى ربه:

لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور. وإذا خرج الرجل حاجا بنفقة خبيثة فوضع رجله فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور» (1).

ولقوله (عليه السلام): «كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به». فإذا أكل الحرام فى الطريق وغيره نبت منه لحم طاهر فيستحق هو النار والعقوبة، فكيف تنزل عليه الرحمة ويستحق المغفرة؟!

ومذهب أحمد أن من حج بمال مغصوب لم يجز حجه أصلا، ولم يخرج من عهدة الحج، وهو من المجتهدين، وأئمة أهل السنة والجماعة.

وقال قائلهم:

إذا حججت بمال أصله سحت

فما حججت ولكن حجت الإبل (2)

فليحترز الحاج عن الحرام بقدر الإمكان وكذا عن كل ما فيه شبهة الحرمة؛ لقوله (عليه السلام): «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».

ولقول الصحابة: كنا ندع تسعة أعشار من الحلال مخافة أن نقع فى عشر من الحرام.

وقد قال (عليه السلام): «فمن وقع فى الشبهات فقد وقع فى الحرام؛ كالراعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه».

Bogga 244