228

Ithaf al-wura fi ahbar Umm al-Qura

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Noocyada

يعبد آباؤنا. فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أنا على ذلك. ثم مضى عنهم، فصنعوا به فى الشوط الثالث مثل ذلك، حتى إذا كان فى الشوط الرابع ناهضوه، ووثب أبو جهل يريد أن يأخذ بمجمع ثوبه، فدفعته فى صدره فوقع على استه، ودفع أبو بكر أمية بن خلف، ودفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عقبة بن أبى معيط، ثم انفرجوا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو واقف، ثم قال لهم: أما والله لا تنتهون حتى يحلكم الله عذابه عاجلا. فو الله ما منهم رجل إلا وقد أخذه أفكل (1)، وهو يرتعد، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: بئس القوم أنتم لنبيكم. ثم انصرف إلى بيته وتبعناه، فقال: أبشروا فإن الله مظهر دينه، ومتم كلمته، وناصر نبيه؛ إن هؤلاء الذين ترون ممن يذبح الله بأيديكم عاجلا. ثم انصرفنا إلى بيوتنا، فو الله لقد رأيتهم ذبحهم الله بأيدينا (2).

وأتمرت قريش يوما وهم جلوس فى ظل الكعبة، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلى عند المقام/، فقام إليه عقبة بن أبى معيط فجعل رداءه فى عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطا، وتصايح الناس، فظنوا أنه مقتول، فأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ورائه وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله. ثم انصرفوا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقام فصلى؛ فلما قضى صلاته مر بهم وهم

Bogga 230