في الأول والإخبار في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما فلا خلاف عنهم في الاستفهام في الأول كما تقدم في ثاني العنكبوت.
وأما: موضع النازعات فقرأه نافع وابن عامر والكسائي وكذا يعقوب بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، وقرأ أبو جعفر وحده بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني، والباقون بالاستفهام فيهما وكل من استفهم فهو على قاعدته المقررة في ائنكم تحقيقا وتسهيلا وفصلا، إلا أن الجمهور عن هشام على الفصل كما قطع به في الشاطبية، كأصلها وفاقا لسائر المغاربة وأكثر المشارقة، وأجرى الخلاف فيه كغيره من المتفق عليه من هذا الضرب سبط الخياط والهذلي والصفراوي وغيرهم، وهو القياس كما في النشر.
الضرب الثالث: الهمزة المضمومة ولا تكون إلا بعد همزة الاستفهام وجاءت في ثلاثة مواضع متفق عليها وواحد مختلف فيه فالثلاث المتفق عليها ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ﴾ [آل عمران الآية: ١٥]، ﴿أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ﴾ [ص الآية: ٨]، ﴿أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ﴾ [القمر الآية: ٢٥] فقرأ قالون وأبو عمرو وكذا أبو جعفر بتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما وافقهم اليزيدي لكن اختلف في الفصل بالألف عن قالون وأبي عمرو فالفصل لقالون طريق أبي نشيط والحلواني في جامع البيان من قراءته على أبي الحسن، وعن أبي نشيط من قراءته على أبي الفتح وعليه الجمهور من الطريقين، وروى عنه القصر من الطريقين ابن الفحام، وهو في الجامع للحلواني وأما أبو عمرو فروى عنه الإدخال في الجامع وكذا غيره، وروى عنه القصر جمهور العراقيين والمغاربة ولم يذكر في التيسير غيره، والوجهان في الشاطبية وغيرها وقرأ ورش وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير فصل، وافقهم ابن محيصن والباقون بالتحقيق بلا فصل واختلف عن هشام في التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه، ووقع الخلاف عنه بالنسبة للسور الثلاث على ثلاثة أوجه: الأول التحقيق مع القصر في الثلاثة كابن ذكوان وعليه الجمهور من طرق الداجواني، الثاني التحقيق مع المد فيها وهو في التجريد من طريق الجمال عن الحلواني، وأحد وجهي التيسير وبه قرأ مؤلفه على فارس يعني من طريق ابن عبدان عن الحلواني، الثالث التحقيق والقصر في آل عمران والتسهيل والمد في ص والقمر وهو الثاني في التيسير، وعليه جمهور المغاربة والثلاثة في الشاطبية كالطيبة.
والموضع المختلف فيه من المضمومة "أأشهدوا خلقهم" [الزخرف الآية: ١٩] فقط فقرأه نافع وكذا أبو جعفر بهمزتين مفتوحة فمضمومة مسهلة بين بين، وفصل بالألف أبو جعفر، واختلف عن قالون في المد، والوجهان عن أبي نشيط في الشاطبية كأصلها وعلى المد من الطريقين ابن مهران، وبه قطع أبو العز وابن سوار للحلواني من غير طريق الحمامي وقطع له أي: لقالون بالقصر أكثر المؤلفين كقراءة ورش من طريقيه.
وأما همزة الوصل: الواقعة بعد همزة الاستفهام فتأتي على قسمين: مفتوحة،
1 / 70