أما بعد.
فإن جامع الإمام أبي عبد الله البخاري الموسوم ب: ((الصحيح)) أصح الكتب المؤلفة على الترجيح، بقراءته تكشف الغمة-، وبسماعه تنزل الرحمة، وقد اتصلنا به بالإسناد الذي أكرم الله به هذه الأمة، ووقع لنا عاليا من وجهين، مسندا من طريقين، أحديهما رؤيا منام فائقة، وهي إن شاء الله تعالى رؤيا صادقة، نقدم ذكرها لكونها غريبة، وإلى سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريبة، ثم نتبعها الطريق الثانية، المتصلة الدانية.
فأما الطريق الأولى: فهي ما أخبرنا بأحاديث صحيح البخاري المرفوعة فيه الشيخ الصالح المقرئ المسند المعدل الأصيل أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي محمد عبد القادر بن الإمام أبي عبد الله محمد بن الإمام العالم الرباني أبي محمد عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم بن عبد الرحمن ابن الفخر البعلبكي الحنبلي -رحمه الله- إجازة مشافهة، وحدثني فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وقلت: يا رسول الله! هذا البخاري أنا أقرؤه كثيرا فأجز لي روايته عنك، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ((أجزتك)).
قال: ثم التفت علي أني أنظر أحدا يشهد بذلك فلم أر أحدا وكأني جالس على طرف صفة والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ على طرفها ثم قمت من مكاني وقبلت قدميه وأحسست بخشونة قدميه على شفتي وكان عبد الله الوراق ابن الساعاتي جالسا قدامه ثم استيقظت وأنا كالواله فلقيت عبد الله الوراق فقلت له: أبشرك ببشارة رأيتك البارحة قدام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: نعم، وصافحته.
Bogga 295