وكان جزائي أكبر من جزاء الكاتب، ومن يومها قررت أن أستقيل من صحة مصر وأبحث لي عن عمل
•••
أتذكر هذا كله لأوضح أن حكاية تقاضي رشوة أو عمولة كانت في الخمسينيات جريمة كبرى، حتى لو
ولا يفعل هذا الجهلاء منهم فقط، وإنما يفعلها الكبار، بل وبعض العلماء وأساتذة جامعات،
هنا لا بد نتوقف، ونتوقف طويلا؛ فالمسألة ليست مسألة نزوة عابرة أو ضعفا بشريا
وأن توجد في مجالات الاقتصاد والصناعة والجمارك والعلوم، معناها أنها على وجه التقريب
من أول بيوت الخبرة إلى شراء الطائرات إلى إقامة المشاريع إلى صرف الاعتمادات.
المسألة أصبحت ما يسمونه «ظاهرة».
بمعنى أن الضمير العام قد استنام إليها، ولم يعد يرى فيها جريمة كبرى، إنما اخترع لها
وحتى لو وجد الأمر على هذا الوضع، لما شكل خطرا، ما دام الضمير العام للمجتمع ككل
Bog aan la aqoon