ليس لأني قلق البال ولا مؤرق الضمير والحمد لله،
ولكن لأن نفق أكتوبر تحت رأسي مباشرة، منذ ثلاثة أشهر والدق شغال، طوال الأربع والعشرين
الحقيقة كانت الضجة في أول قدومها مفاجأة أقلقت مضاجع بضع مئات من سكان شارع النيل الذين
كانت من المفاجأة والصخب بحيث كنا لا ننام ليلا أو نهارا، وكأننا في حرب ذات غارات
ثم عدنا أخيرا متمنين أن تكون الأعمال الإنشائية الثقيلة في النفق قد انتهت، ولكن
وكنت منذ بدأ العمل قد أغلقت جميع النوافذ والمنافذ التي تطل على موقع العمل، دون فائدة؛
وأول ليلة بعد العودة حاولت النوم بلا أي اعتبار للضجة فقد أصبحت الضجة ملازمة لصحونا
إلى الساعة الثالثة صباحا لم أستطع النوم، وما دام لا فائدة من النوم فلتكن اليقظة ولتكن
ثم كان ما ليس منه بد، وفتحت نافذة مطلة على موقع العمل في النفق؛ فوجدت بصري يتوه،
نهاري كامل موجود في قلب الليل البهيم، رجال رائحون غادون يبدون من العلو الذي كنت أنظر
Bog aan la aqoon