المبحث الثاني: أثر الفصيح
أشرت - فيما سبق - إلى أهمية كتاب الفصيح، وبقي أن أذكر أن تلك الأهمية التي حظي بها عند جمهور الناس دفعت كثيرا من العلماء على مر العصور إلى شرحه، أو نظمه، أو نقده، أو الاستدراك عليه، أو الانتصار له، فخلف بذلك حركة تأليفية كبيرة أثرت الدرس اللغوي، قل أن يدانيه في ذلك كتاب آخر، وذكر الخونساري أن العلماء الذين "أكبوا على شرحه وبيانه وكتبوا عليه شروحا وحواشي، وعلقوا عليه ردودا ونقودا أكثر بكثير مما كتبوا على غيره" (^١).
وقد أحصى عدد من الباحثين (^٢) كثيرًا مما ألف حول فصيح ثعلب، ثم أني وقفت على مؤلفات أخرى لم يذكروها، أو ذكروا أن بعض تلك المؤلفات لا يزال مخطوطا، وهو الآن مطبوع، أو قيد الطبع أو التحقيق؛ فلذلك رأيت أن أحصي من جديد كل ما ألف حول فصيح ثعلب مما
_________
(^١) روضات الجنات ١/ ١٢٠.
(^٢) من بينهم الأستاذ عبد السلام هارون في مقدمة كتاب مجالس ثعلب، والدكتور عاطف مدكور في دراسته لكتاب الفصيح، والدكتور عبد الله الجبوري في كتابه عن ابن درستويه، وعبد الوهاب العدواني في دراسته لكتاب شرح الفصيح لابن ناقيا، والدكتور عبد الرحمن الحجيلي في دراسته لكتاب موطئة الفصيح لموطأة الفصيح، والدكتور عبد الكريم عوفي في دراسته لكتاب شرح الفصيح لابن هشام اللخمي.
1 / 29