"على طائفة كبيرة من قوالب اللغة الفصحى التي كانت تهددها إذ ذاك قوالب أقل منها فصاحة، أو قوالب أخرى من لغة العامة" (^١).
وقد كانت هذه الشهرة سببا في حقد بعض الناس عليه وادعائهم أنه الغيره، والحق أن تواتر نسبة الكتاب إلى ثعلب ينفي أي شك أو إدعاء أنه الغيره، وقد ناقش عدد من الباحثين هذا الإدعاء وفندوا المزاعم حول هذا الموضوع، مما أغناني عن إعادة الخوض فيه (^٢).
أما المنهج الذي سلكه ثعلب في تأليفه فقد وضح بعض معالمه في مقدمة الكتاب وخاتمته، كما وضح فيهما الغرض الذي هدف إليه من تأليفه، وهو تصويب الخطأ الذي تفشى في السنة الناس وكتبهم من العامة والخاصة، فقال في المقدمة: "هذا كتاب اختيار فصيح الكلام، مما يجري في كلام الناس وكتبهم، فمنه ما فيه لغة واحدة والناس على خلافها، فأخبرنا بصواب ذلك، ومنه ما فيه لغتان وثلاث وأكثر من ذلك فاخترنا أفصحهن، ومنه ما فيه لغتان كثرتا واستعملتا، فلم تكن إحداهما أكثر من الأخرى، فأخبرنا بهما، وألفناه أبوابا من ذلك" (^٣).
ثم قال في الخاتمة: "هذا كتاب اختصرناه وأقللناه لتخف المؤونة فيه على متعلمه الصغير والكبير، وليعرف به فصيح الكلام، ولكن ألفناه
_________
(^١) العربية ١٤٩.
(^٢) ينظر: الفصيح (مقدمة المحقق) ٤٣ - ٥٨، وابن درستويه ١٣٩ - ١٤٥، وموطئة الفصيح (مقدمة المحقق) ٥٢ - ٥٥.
(^٣) الفصيح ٢٦٠.
1 / 24