الأحاديث من أي إنسان، حتى يذكر أسماء من روى عنهم، إلى رسول الله ﷺ.
فقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين أنه قال: لم يكونوا يسألون عن الإِسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى حديث أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع، فلا يؤخذ حديثهم (١).
وحث علماء الصحابة الناس على الاحتياط في حمل الحديث عن الرواة، وألا يأخذوا إلا حديث من يوثق به دينًا وحفظًا، حتى شاعت في عرف الناس هذه القاعدة: إنما هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذونها (٢).
كما روى مثل هذا القول عن مالك وغيره (٣).
وبذلك نشأ علم ميزان الرجال "الجرح والتعديل" الذي هو قطب الرحى بالنسبة لعلوم الحديث. وقد كان رسول الله ﷺ وضع أساس هذا العلم في حياته، فقال لحفصة أم المؤمنين ﵂: "إن عبد الله رجل صالح" (٤).
وهذا تعديل وتزكية لعبد الله بن عمر ﵁ من الرسول ﷺ.
وأما الجرح، فقد روى الخطيب بسنده عن عائشة ﵂،