الفرض من كل هذه العلوم هو خدمة الدين الاسلامى والمحافظة عليه ، وقد حرص الصحابة والتابعون وتابعوهم على حنظها فى الصدور
ولى العصر الأموى أيضا بدأ علماء المسلمين فى دراسة ما خلفته لهم الأمم التى سبقتهم من علوم وآداب وفنون ، ولكنها كانت يداية متانية جدا، حقى إذا كان العصر العباسى الأول اخذت دراساتهم لها تتنشط بسرعة نتج عنها دراسات عميقة أتتبتها عقول واعية ذات بصيرة نافدة، وقلرب متنتحة لم يشبها ش من التمصب وأقبلوا يترجمون إلى اللفة العرية تراث تلك الحضارات القدية الضخم ، بخاصة ما خلفه الاغريق والرومان والفرس والمصريون والهنود
وقد تتج عن التقاء علوم الأقدمين وثقافتهم مع العلوم الدينية الإسلامية والعلوم الأخرى المساعدة لها أن فتحت أمام علماء المسلمين وغيرهم من الشعوب التى خضعت لهم أو اندمجت فيهم آفاتا واسعة للبعث العلس والأدبى فى مختلف العلوم والفنون ، وأقذت ثمار تلك الدراسات تظهر للناس فى شكل كتب ومؤلفات كشيرة وبخاصة ف مجال القلسفة والطب والكيمياء والفلك والعلوم الرياضية والجغرافيا ، وكذلك ازدهرت فى ذلك العصر العلوم الدينية وظهر الفقهاء والمفسرون والمحد ثون وعلماء اللفة العربية والنحاة والشعرا، والمؤرخون ، وازداد إنتاجهم الفكرى وتطور ، فكثرت ميادينه وموضوعاته نى مغعلف الجالات ، وقد يسرت صشاعة الورق فى عهد هارون الرشيد انتشار الانتاج الفكرى ووجود نسخ كثيرة من مخطوطاته فى العواصم الإسلامية
وقد تنوعت المؤلفات فى ذلك المصر من حيث الحجم والمضمون فكانت الكتب المبسوطة التى تعتى بالتوسع فى الشرح والعناية بذكر التفاصيل ، كسا ظهرت الكتب المتوسطة التى يكون لفظها بازاء معناها وننعها عام ، إذ آنها لا تتطرق للتفاصيل التى لا يعنى بيحثها إلا كبار العلماء والتخصصرن ، وكانت الكتب التى صنفت فى ذلك العصر ف مختلف العلوم " لا تحصى كثرة ، لكثرة العلوم وتفتشها واختلاف أغراض العلماء فى الوضع والتأليف (1)
واستمر الازدهار فى الإنتاج الفكرى كما وكيفا حتى إذا كان التصف الأول من القرن الرابع الهجرى نهج * الفارابى * فى عالم التاليف باللغة العريية منهاجا جديدا ، وذلك
(1) ابن الاكفانى : إرشاد القاصد إلى اسنى المقاصد.
Bogga 6