أين الأبطال والشجعان؟
أين الأقيال (١) والفرسان؟
أين أرباب العدَّة؟
أين أصحاب البأس والشِّدَّة؟
أين أُسود الرِّجال المؤثرون برضوان ذي العظمة والجلال، الذين لا تدركهم دهشة ولا خوف عند القتال؟
أين مَنْ يهجر النوم والرقاد؟
أين من يترك الأهل والأولاد؟
هل من بائع نفسه من الله؟ هل من مستوجب جزيل الثواب من مولاه؟
هل من مخالف نفسه الأمَّارة؟ هل من مُنفق ماله في أعظم تجارة؟
فيا أيَّتها النفوس السَّالمة، والعقول الكاملة، افتحوا أعين بصائركم، واصغوا بقلوبكم إلى ناصحكم، وأطيعوا أمر أمير المؤمنين، وجاهدوا في الله تعالى أعداءكم أعداء الدِّين؛ واغتنموا في ذلك الأجر العظيم والثواب الجسيم؛ قال الله تعالى في محكم كتابه القديم: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢٠) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢)﴾ [التوبة: ٢٠ - ٢٢].
ولا يثقل عليكم عباد الله بَذْلُ ما يفنى من أموالكم في نُصرة دينكم،
_________
(١) قوله: الأقيال: جمع قيل، وهو الملك العظيم. اهـ من هامش المخطوط.
1 / 30