24

Irshad al-'Ibad ila Ma'ani Lum'at al-I'tiqad

إرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد

Daabacaha

دار التدمرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢

Noocyada

أو وصفه به رسوله، لا نتجاوز القرآن والحديث» (١)، فمن وصف الله بما لم يصف به نفسه ولا وصفه به رسوله فهو مفترٍ، وقائل على الله بما لا يعلم، كما أنه لا يجوز أن نجحد وننفي ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله ﷺ. قوله: «بلا حدٍ ولا غاية»: فلم يرد أن للصفات حدًا أو غاية، والمراد من هذا: نفي تحديد كنه الصفة، وذكر غاية لها، وهذا هو التكييف الذي أبطله القرآن، ونهى عنه السلف. قوله: «﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى:١١]، ونقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين (٢)، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شُنِّعَت، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف كنه ذلك إلا بتصديق الرسول ﷺ وتثبيت القرآن»: هذا تتمة كلام الإمام أحمد ﵀، في رسم نهج أهل السنة والجماعة في الصفات، ويتضمن: أنه يجب الإيمان بما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسوله ﷺ، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل. فالواجب: الإيمان والتسليم، وإجراء النصوص على ظواهرها، والوقوف عند ما وقفت عنده النصوص، لا نتعداها ولا نتجاوزها.

(١) أقاويل الثقات لمرعي الكرمي (ص ٢٣٤)، وسيأتي من كلام الإمام أحمد ﵀: «ولا نتعدى القرآن والحديث». (٢) كذا في النسخ المطبوعة، قال الشارح حفظه الله تعالى: «صوابها: ولا يبلغُ وصفَهُ الواصفون».

1 / 26