وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم(خص البلاء بمن عرف الناس) (3) فهذا باب واسع يشتمل على آفات كثيرة نحو التعظيم والتكبر والعجب وغير ذلك فافهم واحترز.
انفتاح باب الكبر
هذا الباب أصله حب الدنيا وزينتها، ومفتاحه الطمع؛ فإنه لما فتح عليه باب الثناء والذكر من الناس انفتح له باب الكبر، وهو النظر إلى نفسه بعين العزة والإستعظام، وإلى غيره بعين الإحتقار، ونتيجته في جميع الأعضاء.
في اللسان التزكية لنفسه، يقول: أنا وأنا كما قال إبليس اللعين: (أنا خير منه)(1) وهو أول متكبر.
وفي الأذن إذا وعظ أنف، وإن وعظ أعنف.
وفي المجالس الطلب لأعلاها.
وفي الرجلين طلب التقدم على غيره.
وفي اليدين ربماأفضى به إلى القتل والقتال.
وفي المشية التبختر.
وعلى الجملة أن من رأى غيره بعين الاستخفاف فقد تكبر، وهذه الخصلة من أرذل الخصال وأخسها.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(لايدخل الجنة رجل في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)(2).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(يحشر المتكبرون يوم القيامة مثل الذر في صور الناس يعلوهم كل شي ء من الصغار، يساقون إلى سجن من النار، يقال له بولس تعلوهم نار الأنيار، يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار)(3).
فقد عرفت ما أعد الله للمتكبرين فاحذره.
Bogga 80