وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماأكثر مايدخل النار؟ فقال:(الأجوفان البطن والفرج)(1)
وصدق فإن المحرمات من المأكولات، نحو الرشا، والمغصوب، وأجرة البغي والكاهن، وكسب المغنين فهذه تحرم على كل حال مع تفصيلات تدخل تحتها، نحو الزكوات، والأخماس والأعشار، وأجناس ذلك يحرم على كل مكلف دون مكلف، وفي حال دون حال، ومن لم يتفقه لم يدر مايحل ومايحرم، وتفصيل المحرمات لاتصلح له هذه الأوراق، وإنما هي من علم الفقه، فاجتنب الحرام، واجتهد أن يكون تناولك من الحلال دون الشبع، فإن كثرة الشبع تقسي القلب، وتفتر الأعضاء من الطاعة، وتشرب القلب قوة الحرص، وتدعو إلى عشق الدنيا ومحبتها والكلف بها، وهو مع ذلك قامع لحدة النظر، ومبطل لجودة الفكر، ومفسد للذهن، ومصم الهمم عن سماع الموعظة.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إياكم وفضول المطعم فإنه يشرب القلب القسوة، ويبطي ء بالجوارح عن الطاعة، ويصم الهمم عن سماع الموعظة)(2).
Bogga 60