وفي حديث النبي أنه قال: (إن الله يغضب إذا مدح الفاسق) (1) وكفى بهذا زاجرا لمن يطلب النجاة، وما يقع من ذلك في أفعال الصالحين من السلف والخلف فهو على وجه الأستدعاء إلى الدين قال الله لنبيه عليه السلام: {وإنك لعلى خلق عظيم}(2) وقال: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}(3).
الآفة الثانية عشرة التزكية للنفس
اعلم أن هذه الخصلة مستقبحة عند العقلاء، مسترذلة عند الأدباء، والمتخلق بالقليل منها لا يسلم من وضع لقدره، أو مقت أو استهزاء به، وقد قال تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}(4) فلا ينبغي للمسلم أن يعرف الغير أحواله في أفعاله الحسنة، ولا في شئ من أنظاره الدقيقة، ولا في غير ذلك مما يستحسنه لنفسه، فإنه ممقوت بذلك الأخبار عند غيره، وإذا أردت أن تعرف حالك عند تزكيتك لنفسك، فانظر إلى غيرك عند تزكيته لنفسه، فما عرفت من نفسك بالاستقباح لفعله فاقتد به في نفسك، والسعيد من وعظ بغيره.
Bogga 49